في خطوة أصبحت مألوفة لدى السوريين، أعلنت الجهات المعنية عن قطع خدمة الإنترنت والاتصالات الخلوية خلال فترة امتحانات الشهادة الإعدادية، وذلك بهدف الحفاظ على "نزاهة الامتحان" من الغش الإلكتروني.
على عكس المتوقع من انتقادات، وجد العديد من العاملين عن بعد في هذا الإجراء راحة مؤقتة من ضعف الشبكة. تقول إحدى العاملات عن بعد: «لما يقطعوه رسميا، بحس براحة كبيرة على الأقل ما في داعي أعتذر من مديري بسبب بطء الاتصال، لأنه ما في اتصال أساساً»
في سياق متصل، تساءل مواطنون عن كيفية التواصل مع الإسعاف أو الشرطة أو الدفاع المدني في حالات الطوارئ خلال فترة القطع. وأشار أحدهم بسخرية إلى أنه قد يُطلب من المتضرر التحلي بالصبر والوعي الوطني حتى عودة التغطية، مضيفاً: «يعني إذا في حدا عم يسرق بيتك بهالوقت، حاول تفاهم معه شوي، قله يرجع بعد التاسعة لو سمح أمره، هيك بتقدر تتواصل مع الشرطة، ويمكن يكون فيه 3G وقتها».
من جهة أخرى، أشادت مصادر مطلعة بـ "حس المسؤولية المجتمعية" لدى المجرمين، معتبرة أن "الوعي الوطني المرتفع لدى المجرمين السوريين يجعلهم غالباً يتجنبون ارتكاب الجرائم خلال فترات الامتحانات، احتراماً للطلبة وظروفهم».
وفي الختام، أعرب طالب متفائل عن أمله في أن يتم قطع الكهرباء أيضاً أثناء الامتحانات مستقبلاً، لتجنب تشتت الانتباه بسبب صوت المروحة أو ضوء اللمبة، وحتى إلغاء الجاذبية الأرضية مؤقتاً لمنع تسريب الإجابات.
يذكر أن وزارة الاتصالات حددت مواعيد قطع الإنترنت خلال فترة امتحانات الشهادتين الإعدادية التي بدأت اليوم السبت، والثانوية التي تبدأ الشهر القادم. حيث سيقطع الإنترنت أيام 21 و24 و29 حزيران كذلك 3 و9 تموز لمدة ثلاثة أرباع الساعة خلال امتحانات الإعدادية، وأيام 12 و17 و21 و28 و31 تموز كذلك 3 آب لمدة تتراوح بين الساعة والساعتين خلال امتحانات الثانوية.
وفي بيان مشترك، ذكرت وزارتا التربية والاتصالات أنهما عملتا بجد لدراسة جميع الخيارات الممكنة وبذل أقصى جهد لإيجاد بدائل تخفف من أي أثر على حياة الناس، وأضاف البيان أنه وبعد دراسة مستفيضة، تبين أن القطع المؤقت للاتصالات هو الخيار الأفضل المتاح هذا العام لضمان نزاهة الامتحانات.