الجمعة, 6 يونيو 2025 09:42 PM

من ريف حماة إلى موائدكم: نساء "ربعو" يتغلبن على الصعاب لإنتاج أجود الأطعمة المحلية

من ريف حماة إلى موائدكم: نساء "ربعو" يتغلبن على الصعاب لإنتاج أجود الأطعمة المحلية

تواجه النساء العاملات في وحدة التصنيع الغذائي بقرية "ربعو" في ريف حماة الغربي تحديات كبيرة، أبرزها نقص الغاز الذي يعيق عملهن، وذلك على الرغم من شغفهن الكبير بالإنتاج والعمل.

وقالت المهندسة "بتول نصر"، مشرفة وحدة التصنيع الخاصة بالمرأة الريفية في القرية، إن عدم توافر الغاز يمثل أحد أهم العقبات التي تواجه المشاريع الصغيرة التي تقودها النساء. وأضافت أن عدم وجود خطوط إنتاج إضافية للألبان والأجبان يحد من قدرة الوحدة على التوسع، رغم الجهود المضنية التي تبذلها السيدات يوميًا.

وأشارت "نصر" في حديثها إلى أن العاملات بحاجة ماسة إلى معدات توفر عليهن الوقت والجهد، مثل العجّانات، مؤكدة أن المشروع، الذي انطلق قبل أربع سنوات، يضم اليوم 25 سيدة يعملن بنظام المجموعات لإنتاج مختلف أنواع "المونة" الريفية، بالإضافة إلى حلويات العيد قبل المناسبات.

وعلى الرغم من ضعف العائد المادي، أكدت "نصر" أن ما يميز هذا العمل هو أن السيدات الريفيات يعملن بحب وشغف، دون التركيز على الأرباح الكبيرة، في ظل منافسة أقل من المدينة، مما يضفي على المنتجات طابعًا أكثر احترافية وجودة.

وفيما يتعلق بالأسعار، أوضحت "نصر" أن الأجور رمزية وتُحسب من أرباح المبيعات، مشيرة إلى أن الرطل الذي يُباع في السوق بوزن 2.5 كغ، يُقدّم من قبل السيدات بوزن 3 كغ وبسعر 30 ألف ليرة سورية، وهو سعر منافس بالنظر إلى جودة المنتجات.

داخل غرفة صغيرة في الوحدة الإرشادية، تفوح روائح المعمول، وتتعالى ضحكات النساء المنشغلات بالتحضير لعيد الأضحى. "ربا صقر"، إحدى القائمات على العمل، ذكرت أنهن ينتجن كل شيء من دبس الرمان والتين إلى الحلويات والمربيات، بالإضافة إلى مبادرات خيرية تهدف إلى مساعدة الأسر المحتاجة.

أما "حنان علي"، وهي أم لثلاثة شبان، فأكدت أن الدعم العائلي هو ما يساعدها على الاستمرار، قائلة: "أولادي يساعدونني في البيت كي أستطيع متابعة عملي هنا".

وتحدثت "عبير محفوض" بفخر عن قدرتها على تأمين جزء من مصروف عائلتها، والمساهمة في صناعة وتوزيع حلويات العيد على الأسر الفقيرة في القرية، واصفة مشاركتها في هذا العمل بأنها تجربة منحتها شعورًا بالاستقلالية والانتماء.

تأسست وحدة تصنيع ربعو الغذائية عام 2021، بالتعاون بين منظمة الفاو ومؤسسة الآغا خان. بدأت الوحدة بدورة تدريبية شملت مهارات الإدارة، الحسابات، والتعامل مع الزبائن. تنتج وحدة ربعو المونة الريفية بأنواعها، الألبان والأجبان، الحلويات والمعجنات، المربيات ودبس الرمان والتين، وتشارك في مختلف الفعاليات والمبادرات الخيرية في القرية، لتثبت أن الريف ليس فقط مساحة زراعية، بل بيئة قادرة على الإنتاج والعطاء، ولو بوسائل بسيطة وغاز لا يأتي دائمًا في موعده.

مشاركة المقال: