عيناها تفيضان بالحياة، وجسدها ينبض قوة وأملاً. سوزانه فيهماير (62 عامًا) تغلبت على سرطان قاتل اعتبره الأطباء غير قابل للاستئصال. فريق طبي من المستشفى الجامعي في هانوفر (MHH) أعاد لها الأمل بعملية جراحية تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى العالم.
في أغسطس 2022، تلقت سوزانه، ربة المنزل وأم لابنتين وجدة لطفلين، تشخيصًا بسرطان في القنوات الصفراوية. بعد أسبوعين فقط، تلقت صدمة أخرى: الورم غير قابل للاستئصال ويتطلب علاجًا تلطيفيًا فوريًا. لكن سوزانه لم تستسلم وأطلقت على الورم اسم "إريش"، في إشارة إلى إريش هونيكر، معلقة بابتسامة: "كان موجودًا رغمًا عني، ولم أكن أريده، لكنه فرض نفسه".
بدعم من البروفيسور نيلس هوفمان في مستشفى فولفسبورغ، بدأت سوزانه رحلة علاج تجريبية في جامعة هانوفر، حيث أُدرجت في دراسة سريرية ساهمت في إيقاف نمو الورم. ومع ذلك، كان الورم قد التفّ حول الأوردة الرئيسية الثلاثة في الكبد، مما جعل أي تدخل جراحي أمرًا بالغ الخطورة.
البروفيسور موريتس شملتسله، مدير جراحة الزرع في هانوفر، استلهم طريقة جراحية مبتكرة تعود بجذورها إلى الجراح الشهير رودولف بيشلمير. بعد تخطيط دقيق استمر لأيام، تقرر إجراء الجراحة على مرحلتين. في 23 مارس 2025، تم أولاً قطع تدفق الدم إلى الجزء الأيمن المصاب من الكبد، مع الحفاظ على الجزء الأيسر السليم.
بعد ثمانية أيام، نُفذت العملية الجراحية الفريدة: استخدم الأطباء جهاز ECMO (يشبه القلب الصناعي) لتحويل مسار الدم بعيدًا عن الكبد، مما جعله خاليًا تمامًا من الدم. ثم تم تبريد الكبد داخل الجسم إلى أربع درجات مئوية، واستُؤصل الجزء المصاب بالكامل مع وريدين من الثلاثة المتضررين، وتم تقصير الوريد الثالث.
بعد سبعة أيام من العملية، غادرت سوزانه المستشفى، معلنة بسعادة: "أنا الآن خالية من السرطان، وأشعر بأنني في أفضل حالاتي". وأضافت: "رسالتي لكل من يعاني: لا تستسلموا أبدًا".
أهدت سوزانه أطباءها صبارًا أطلقت عليه اسم "إريش" حتى لا يُنسى الورم الذي غيّر حياتها. وتختتم بامتنان: "كان حلمي أنا وزوجي أن نحتفل بالذكرى الذهبية لزواجنا. نحن نقترب من 40 عامًا في أكتوبر – والآن أصبح لدينا أمل حقيقي في الوصول إلى الخمسين".