أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم (الثلاثاء)، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي قرب منطقة لتوزيع المساعدات في رفح إلى 27 قتيلاً وأكثر من 90 جريحاً. في المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على أشخاص كانوا على بعد حوالي نصف كيلومتر من موقع توزيع المساعدات.
في وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة «حماس» أن 24 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات في منطقة رفح، وفقاً لـ «رويترز».

وأكدت وزارة الصحة في غزة في بيان لها، أن 24 شخصاً قتلوا أثناء انتظارهم توزيع المساعدات فجر اليوم.
من جانبه، صرح الناطق باسم «الدفاع المدني» في غزة، محمود بصل، لـ «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن 15 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، بعد تجمع آلاف الأشخاص بالقرب من منطقة المواصي في طريقهم إلى مركز للمساعدات في جنوب القطاع.

وأضاف بصل: «نُقل إلى مستشفى ناصر في خان يونس ما لا يقل عن 15 شهيداً وعشرات الجرحى، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار من الدبابات والطائرات المسيرة على آلاف المواطنين الذين تجمعوا منذ فجر اليوم بالقرب من دوار العلم بالقرب من منطقة المواصي غرب رفح».
وأشار إلى أنهم «كانوا في طريقهم إلى مركز المساعدات الأميركي في رفح للحصول على مساعدات غذائية».
أكد الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، أنه أطلق النار على أشخاص كانوا على بعد حوالي نصف كيلومتر من موقع لتوزيع المساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في قطاع غزة.
وأضاف أن هؤلاء الأشخاص كانوا يتحركون باتجاه القوات «بشكل عرضها للخطر».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة «إكس»: «في وقت سابق اليوم وأثناء توجه الجماهير الفلسطينية على الطرقات المرتبة في طريقهم إلى مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية على بعد نصف كيلومتر عن المجمع رصدت قوات جيش الدفاع عدداً من المشتبه فيهم الذين تحركوا نحوها متجاوزين الطرقات المعروفة»، مضيفاً: «أطلقت القوات النار بغية الإبعاد وبعد أن لم يبتعدوا نفذت عملية إطلاق نار أخرى بالقرب من عدد من المشتبه فيهم الذين واصلوا التقدم نحوها».
وتابع: «وردت تقارير عن وقوع إصابات… وتفاصيل الحادث قيد الفحص».
وقال: «يسمح الجيش للشركة الأميركية (GHF) العمل بشكل مستقل لتوزيع المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة ومنع وقوعها بأيادي (حماس) الإرهابية، حيث لا تمنع قوات جيش الدفاع وصول السكان إلى مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية. إطلاق النار نفذ على بعد نصف كيلومتر عن المجمع ونحو عدد محدود جداً من المشتبه فيهم الذين اقتربوا إلى القوات بشكل عرضها للخطر».
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل العشرات بالقرب من مركز توزيع مساعدات غذائية في غزة.

وقال غوتيريش في بيان: «روّعت إزاء التقارير التي تفيد عن مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة… من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء».
بدأت «مؤسسة غزة الإنسانية» توزيع المساعدات في قطاع غزة في 26 مايو (أيار). وقالت المؤسسة، الأحد، إنها وزعت 6 ملايين وجبة غذائية حتى الآن.
ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية.
تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى ركام، فيما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرّضون للمجاعة، معتبرة أن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار مطبق استمرّ أكثر من شهرين، ليست سوى «قطرة في محيط».