الإثنين, 16 يونيو 2025 05:30 AM

كسر العُصعص: الأسباب، الأعراض، التشخيص، وطرق العلاج المختلفة

كسر العُصعص: الأسباب، الأعراض، التشخيص، وطرق العلاج المختلفة

د. أكرم خولاني يعتبر ألم العُصعص حالة مرضية مشهورة بين الناس، وهو عدم الراحة أو الألم الذي يشعر به الشخص في عظم العُصعص أسفل العمود الفقري، وقد ينتج هذا الألم عن أسباب عديدة كالإجهاد المتكرر أو الجلوس لفترات طويلة على أسطح صلبة وغير مريحة، وقد يحدث نتيجة التعرض لصدمة قوية قد تؤدي إلى كسر العُصعص. ويعد حدوث كسر في العُصعص حالة قليلة ونادرة الحدوث لكنها تتطلب العلاج لتجنب المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن هذا الكسر.

ما المقصود بكسر العُصعص

عظم العُصعص، أو ما يسمى بعظم الذنب أحيانًا، هو عظم مثلث صغير يقع عند قاعدة العمود الفقري ويتكون من ثلاث إلى خمس فقرات صغيرة ملتحمة معًا، وهو محميّ بشكل جيد من التأثيرات الخارجية من قبل مجموعة من العضلات، ويحيط به عدد كبير من الألياف العصبية الحساسة للغاية. ويلعب عظم العُصعص دورًا حاسمًا في دعم وزن الجسم عند الجلوس، ويشارك بتوزيع النشاط الجسمي على الحوض، فعندما يميل الجسم في وضعية الجلوس إلى الأمام ينتقل الحمل إلى الجزء السفلي من عظام العمود الفقري، وعندما يميل منحنيًا للخلف يأخذ عظم العُصعص دورا مهمًا كنقطة ارتكاز.

كسر عظم العُصعص (tailbone fracture) هو إصابة تحدث عندما يتصدع أو يتشقق عظم العُصعص.

ما الأسباب

من أشهر الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى كسر العُصعص التعرض لصدمة خارجية شديدة على المنطقة العُصعصية، مثل:

  • السقوط: السقوط على الأرداف على الأرض أو على سطح صلب هو السبب الأكثر شيوعًا لكسر عظم العُصعص.
  • الحوادث الرياضية: التعرض لضربة قوية مباشرة على المنطقة العُصعصية قد يؤدي إلى كسر العُصعص، كما يحدث في الألعاب الرياضية الاحتكاكية كالمصارعة وكرة القدم.

الاصطدام: الاصطدام المباشر في المنطقة العُصعصية، مثل حادث سيارة أو ما شابه. ومن الأسباب الأخرى التى يمكن أن تؤدي إلى كسر العُصعص، الولادة الطبيعية نتيجة الضغط الذي تقوم به الأم حتى يخرج جنينها، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى كسر العُصعص.

ما الأعراض

العرض الرئيس الذي يدل على وجود كسر فى منطقة العُصعص هو الألم في المنطقة العُصعصية، ويتصف بما يلي:

  • ألم شديد.
  • يمكن أن يحتد عند الجلوس أو عند الضغط المباشر على المنطقة العُصعصية.
  • يسبب صعوبة بالحركة.
  • استحالة الجلوس على المؤخرة.
  • صعوبة بالتغوط.
  • ألم بالمنطقة العُصعصية في أثناء الحيض وعند الجماع عند المرأة.

ومن الأعراض أيضًا:

  • حدوث تكدم بالقرب من المنطقة العُصعصية.
  • الاحمرار والتورم بالقرب من المنطقة العُصعصية .

كيف يمكن التشخيص

يعتمد التشخيص على أخذ القصة المرضية ومعرفة كيفية بدء الألم، ثم الفحص السريري لتحديد مدى الألم والانتفاخ أو التكدم في منطقة العُصعص، وعند الاشتباه بكسر العُصعص يتم طلب الأشعة لتأكيد التشخيص:

  • الأشعة السينية: قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية لتحديد ما إذا كان هناك كسر أو لا، ولكن لا يمكن دائمًا رؤية الكسر على الصورة الشعاعية البسيطة لأن العظام الصغيرة في العُصعص تخفي مجموعة من الأنسجة الرخوة.
  • التصوير المقطعي للعمود الفقري: الطريقة الأكثر إفادة وإتاحة لتفاصيل الهياكل الكثيفة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: بالإضافة إلى تحديد حالة أنسجة العظام فإنه يتيح إمكانية فحص سلامة الألياف والأوعية العصبية والعضلات والجلد.

كيف يتم العلاج

معظم حالات كسر عظم العُصعص لا تحتاج إلى علاج متقدم، ويلتئم الكسر في الغالب خلال مدة تتراوح بين 8 و12 أسبوعًا بحسب شدة الكسر، و تشمل خيارات العلاج ما يلي:

الراحة في الفراش: من الصعب أن نقوم بمنع العُصعص من التحرك خلال فترة الشفاء، لذلك ينصح المريض بملازمته للفراش قدر الإمكان، وذلك حتى لا يشعر بالألم ويتم التحسن بشكل أسرع، ولتخفيف آلام العُصعص في هذه الأثناء، قد يساعد القيام ما يلي:

  • الميل إلى الأمام في أثناء الجلوس.
  • الجلوس على وسادة على شكل حلقة أو وسادة إسفينية (على شكل حرف V).
  • تعريض المنطقة المصابة للحرارة أو وضع الثلج عليها.

الأدوية: قد يصف الطبيب مسكنات الألم الفموية مثل باراسيتامول أو مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (أيبوبروفين، ديكلوفيناك، أو غيرها) لتخفيف الألم حسب الحاجة، وقد يصف مخدرًا موضعيًا في بعض الحالات على شكل مرهم أو جيل.  من الممكن استخدام التحاميل الشرجية المستندة لتسكين الألم ومنع الإمساك (مثل تحاميل فولتارين)، ولمنع الإمساك وتجنب الخلع في الفقرات العُصعصية يمكن أيضًا وصف الملينات أو الحقن الشرجية لتسهيل التغوط.

قد تخفف كذلك بعض مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للصرع من آلام كسر عظم العُصعص. قد يساعد حقن مخدر موضعي في عظم العُصعص في تخفيف الألم لبضعة أسابيع.

العلاج الطبيعي: قد يساعد العلاج الطبيعي في تقليل الألم وإعادة تأهيل منطقة الحوض المصابة.

التعديل يدويًا: في بعض الحالات قد يحتاج الطبيب إلى تعديل مكان الكسر يدويًا من فوق الظهر.

الجراحة: في حال عدم نجاح الطرق السابقة في علاج الكسر والتخفيف من الألم فإن الطبيب قد يلجأ للعمل الجراحي، أو قد يتم اقتراح العمل الجراحي كعلاج أولي في الحالات الشديدة، ولكن في حالات قليلة فقط قد يكون من الضروري إجراء الجراحة لإصلاح الكسر، ويكون الهدف من الجراحة تصحيح التشوه وإزالة الجزء التالف من العظم العُصعصي. وللحفاظ على تصحيح تشوه العُصعص بعد العلاج الجراحي ينصح المريض بالراحة في الفراش لمدة تصل إلى 10 أيام، مع نظام غذائي مناسب. وقد تكون هناك عواقب للعملية مثل القيح والناسور والورم الدموي.

ما المضاعفات المحتملة

تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:

  • الألم المزمن: قد يظل الألم في منطقة العُصعص لفترة طويلة.
  • ضعف قاع الحوض: قد يؤثر كسر عظم العُصعص على عضلات قاع الحوض، مما يؤدي إلى مشكلات في التحكم بالمثانة.
  • التهابات: قد تحدث التهابات في المنطقة المصابة إذا لم يتم التعامل مع الكسر بشكل صحيح.

ما سبل الوقاية

علينا العلم أنه من غير الممكن وقاية أنفسنا من كسور العُصعص، ولكن يمكننا أن نقلل من احتمالية الإصابة بها، ومن أفضل طرق الوقاية:

  • تجنب السقوط: يجب الحرص على تجنب السقوط قدر الإمكان، وتجنب الاصطدام بأي جسم صلب.
  • ارتداء معدات الحماية: يجب ارتداء معدات الحماية المناسبة في أثناء ممارسة الرياضات الاحتكاكية أو التي تنطوي على خطر الإصابة بالكسر.
  • الحذر خلال الأنشطة التي تتطلب الضغط: يجب الحذر في أثناء الأنشطة التي تتطلب الضغط على منطقة العُصعص، مثل الجلوس لفترات طويلة أو حمل أشياء ثقيلة.
  • الرياضة: ممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها أن تقوي عضلات الحوض وعضلات الجسم بشكل عام.
مشاركة المقال: