أطلقت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، اليوم الأحد، مشروع “برق نت”، الخاص بتأمين إنترنت سريع في كافة أنحاء البلاد، عبر تصميم شبكي كثيف، متعهدة بإنجازه في أسرع وقت ممكن.
وقال وزير الاتصالات وتقتنة المعلومات عبد السلام هيكل، في بيان، إن المشروع يؤدي إلى تطوير بنية الألياف الضوئية وتوصيل خدمة الشبكة للمنازل والمكاتب في عموم البلاد، ويعكس خطة وطنية لتطوير البنية التحتية الرقمية.
ومن شأن الألياف الضوئية تقديم خدمة إنترنت فائقة السرعة، مستقرة وآمنة، بحسب الوزير الذي أكد أيضا أن مشروع “برق نت” سيتصل مباشرة بالشبكة الوطنية “سيلك لينك SilkLink“ عند إنجازها، “ما سيتيح واحدة من أفضل التجارب عالمياً للإنترنت عالي السرعة، ضمن رؤية الحكومة الهادفة إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الرقمية”.
بدورها ذكرت الوزارة أن تنفيذ المشروع سينطلق خلال الأسابيع القادمة، مع السعي لإنجاز عدد من المناطق قبل نهاية العام الجاري، وذلك ضمن خطة زمنية تهدف إلى ربط 85% من البيوت والمؤسسات في سوريا خلال عامين، حيث يُلزم الإعلان مستثمري البنية التحتية بتمديد الألياف في جميع المدن والبلدات والقرى، وتوفير التغطية عبر تقنية FWA اللاسلكية في حال تعذر إيصال الألياف إلى الأماكن المهدّمة أو النائية، وفق ما تحدده الوزارة والهيئة الناظمة للاتصالات.
ووصفت المشروع بأنه نقلة نوعية، مضيفة أن تنفيذه سيكون عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، وبالتعاون مع شركات محلية وعالمية متخصصة، حيث تتضمن مواصفات المشروع استخدام معدات من مزودين عالميين من النخبة الأولى، مع إلزام الجهة المنفّذة بإسناد الأعمال المدنية لتمديد الكابلات إلى شركات وطنية.
ويعتمد المشروع نموذج النفاذ المفتوح VULA – Virtual Unbundled Local Access، الذي يتيح للشركات المؤهلة الاستثمار في البنية التحتية مقابل بيع حركة الإنترنت بالجملة إلى مزوّدي الخدمات، ليطرحوا بدورهم منتجات متطورة ومنافسة للمستخدمين النهائيين، ويسمح هذا النموذج بفصل البنية التحتية عن الخدمات، ويُؤسّس لبيئة منافسة فعّالة بين مزوّدي الخدمة، بما يحقق تنوعا في العروض وتحسينا مستمرا في الجودة والأسعار، وفقا للوزارة.
وذكر الوزير هيكل أن “المشروع يوفر البنية التحتية ونموذج العمل التجاري اللازمين لإنترنت بسرعة البرق، يلبي احتياجات السوريين في حياتهم اليومية من عمل ودراسة وتسوق وترفيه، ويتيح استخدام أحدث الخدمات الرقمية بموثوقية عالية وزمن استجابة فائق السرعة، ويشكّل نقلة نوعية في تطوير الخدمات الذكية والاقتصاد الرقمي في سوريا، ويُعزِّز المنافسة بين مزوّدي الخدمة للاستمرار في تقديم أفضل الخدمات بأفضل الأسعار”.
يشار إلى أن الوزارة تعمل على تغيير موقع البلاد إلى ممر استراتيجي لحركة البيانات بين آسيا وأوروبا، بما “يفتح آفاقا جديدة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات للشركات التقنية الكبرى”.