الجمعة, 6 يونيو 2025 04:31 AM

سوريا تسعى لإحياء مشاريع النقل: تأهيل السكك الحديدية ومباحثات حول مترو دمشق بدعم فرنسي وتركي

سوريا تسعى لإحياء مشاريع النقل: تأهيل السكك الحديدية ومباحثات حول مترو دمشق بدعم فرنسي وتركي

بحث وزير النقل السوري يعرب بدر خلال لقائه مع القائم بأعمال السفارة الفرنسية في دمشق جان بانسيت فيفر، آفاق التعاون في مختلف مجالات النقل. وركز اللقاء على تفعيل مذكرات التفاهم السابقة، وإحياء الدراسات الخاصة بمشروع "ميترو دمشق"، بالإضافة إلى تطوير الممرات اللوجستية وإنشاء مركز وطني للدراسات في مجال النقل، بحسب صحيفة "الحرية".

كما تناول الاجتماع خطط الوزارة المتعلقة بالتحول الرقمي، وتعزيز النقل المستدام، وتطوير وسائل النقل العام داخل المدن، كما تمت مناقشة مشاريع السكك الحديدية، وزيادة سرعة القطارات، بالإضافة إلى تحديث دراسات المحطة اللوجستية في حسياء، فضلاً عن تطوير الطريقين الاستراتيجيين (شرق–غرب) و(شمال–جنوب).

وأعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لتقديم الدعم الفني والمالي، والتنسيق لعقد اجتماعات فنية مشتركة لتعزيز أوجه التعاون بين الجانبين. وحضر اللقاء معاون الوزير لشؤون النقل البري "محمد رحال" ومستشار الوزير لشؤون النقل المستدام "سنان الخير" ومدير مديرية مكتب الوزير المهندس عبد العزيز مصطفى، بحسب "الحرية".

وقبل أيام، أكد الوزير يعرب أن مشروع مترو دمشق، لا يزال ينتظر تحديث دراسة الجدوى الاقتصادية التي أعدّتها شركة سيسترا الفرنسية عام 2011 بتمويل من البنك الدولي، مشيراً إلى أن الوزارة طلبت من المانحين تحديث الدراسة فقط، لأنها أساس المشروع، ومرتبطة بمحطة الحجاز وخطوط النقل السككي الإقليمين بحسب قناة "الإخبارية" السورية.

وكشف أن الوزارة تعمل على منهج بعيد المدى يتمثل بإطلاق خط نقل سككي حديث بين دمشق والحدود الأردنية بسرعة تصل إلى 250 كم/سا، وفق خارطة معتمدة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا). وأشار إلى أن كلفة هذا الخط في الجانب السوري تقدّر بـ 250 مليون دولار، ولن يكون مجدياً ما لم يُدرس ضمن منظومة إقليمية تربط سوريا بدول الخليج عبر الأردن والسعودية.

من جهة ثانية، كشفت دمشق وأنقرة عن تعاون تقني لإعادة تأهيل شبكة السكك الحديدية في سوريا، وعن إحياء الخط الحديدي الحجازي، ضمن تحرك يهدف إلى تعزيز دور الخطوط الحديدية في اقتصادات دول الإقليم، بحسب موقع "".

ووفقاً لوزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو، فإن تأهيل الشبكة وربطها بالسكة الحديدية التركية، يوفر ممراً استراتيجياً للركاب والبضائع، كما يدعم على صعيد آخر جهود سوريا في إعادة إعمار ما هدمته الحرب.

ورجحت مصادر تركية أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع، الذي تتراوح كلفته بين 50 إلى 60 مليون يورو (57.11 مليون دولار – 68.54 مليون دولار)، بتأهيل خط سكة الحديد التي تصل محطة ميدان أكبس الحدودية بمدينة حلب جنوباً (أُنشئت عام 1908 ضمن مشروع قطار الشرق السريع الذي كان يربط برلين ببغداد)، إذ دمرت الحرب نحو 50 كيلومترا منه، بينما لا تزال بقية الأجزاء موجودة حتى العاصمة دمشق.

وبحسب خبراء فإن "إعادة تأهيل الشبكة، إلى جانب إحياء مشروع الخط الحديدي الحجازي، من شأنه، بعد تحديث شبكات النقل القديمة، أن يعيد دمج سوريا في المنظومة الإقليمية، وأن يشكل نواة لربط سككي إقليمي جديد، يتوقع الخبراء أن تنضم إليه دول عربية مجاورة".

وكانت شبكة الخطوط الحديدية السورية التي يبلغ طولها نحو 2552 كيلومتراً تعرضت لأضرار كبيرة خلال الحرب التي استمرت قرابة 14 عاماً، بحسب "". ونقلت صحيفة "الحرية" عن مصادر في وزارة النقل السورية تأكيدها أن العمل جار منذ سقوط نظام الأسد لترميم الخطوط القائمة ، إلى جانب صيانة العربات المحركة والمتحركة، في ظل إمكانات ضئيلة وشح في المواد الأساسية.

وأكد مدير عام الخطوط الحديدية أسامة حداد أن المديرية تعمل على وضع خطة لإعادة السكك الحديدية للعمل، من خلال الربط السككي مع شبكة الخطوط الحديدية التركية، عبر مرحلتين، تشمل الأولى (محور حلب – المسلمية – الراعي) والثانية (محور المسلمية – ميدان أكبس) الحدودية.

يشار إلى أن الأشهر الأولى بعد سقوط الأسد، شهدت 3 اجتماعات بين مسؤولي السكك الحديدية في تركيا وسوريا كان آخرها في أيار الماضي، جرى خلالها تقييم وضع الخطوط وأوضاع الجسور السككية والمحطات التي تعرضت للضرر، واحتياجات إعادة تأهيلها. وكان مدير عام الخطوط الحديدية قال في تصريح عقب جولة تفقدية لبعض الخطوط برفقة الجانب التركي: "إن الضرر الإجمالي الذي تعرضت له الخطوط والجسور والمحطات يفوق نسبة 60%، في حين لا يتجاوز ما تبقى من الشبكة عدداً محدوداً من الخطوط القابلة للتشغيل الجزئي يبلغ طولها نحو 1050 كيلومتراً".

مشاركة المقال: