دمشق-سانا: ابتهالات ودعوات تملأ الأجواء، وزينة تزدان بها الأسواق، هكذا يستقبل السوريون حجاج بيت الله الحرام العائدين من الأراضي المقدسة. تعود هذه العادة إلى قرون مضت، لتضفي على عودة الحجاج بهجة وسروراً.
تاريخ استقبال الحجاج: تقليد عريق يعود للدولة العثمانية
يقول الباحث في التراث الشعبي محي الدين قرنفلة إن الاحتفال بعودة الحجاج تقليد يعود إلى الدولة العثمانية، حيث كان طريق الحج محفوفاً بالمخاطر، ما جعل عودة الحجاج سالمين مناسبة تستحق الاحتفال لمدة سبعة أيام متواصلة.
الدمشقيون يتفنون في استقبال الحجاج: مظاهر الفرح والاحتفاء
يضيف قرنفلة أن الأهالي كانوا يزينون الأحياء ومداخل البيوت بأغصان الأشجار والسجاد الفاخر، ويجتمع الجيران والأصدقاء لتقديم التهاني للحجاج. وكان إعداد قوس من أغصان السرو وسعف النخيل جزءاً أساسياً من الزينة، بالإضافة إلى الكتابات والصور الخاصة بالمناسبة. وعند دخول الحاج إلى حارته، تستقبله فرق العراضة بالتكبيرات والأناشيد الدينية والطبول، وسط زغاريد النساء ورش الورد والأرز.
تبادل الهدايا: تعبير عن المحبة والتقدير
يشير قرنفلة إلى أن الزوار كانوا يقدمون الهدايا للحاج، مثل السكر والأرز والسمنة، بينما يقدم الحاج لضيوفه التمر وماء زمزم والمصاحف وسجادات الصلاة والعطور والبخور، بالإضافة إلى الهدايا الخاصة للأطفال.
أسواق دمشق تواكب التطور: زينة حديثة وتقاليد أصيلة
يقول بائع الزينة عبد الوهاب المؤذن إن تطور الصناعة أدخل مواد جديدة في صناعة الزينة، مثل الأضواء المتراقصة ومجسم الكعبة واللوحات الخشبية والزجاجية. ويؤكد زميله وسيم حتاحت أن الأسواق تعج بتشكيلات واسعة ومتنوعة من زينة الحجاج والهدايا التذكارية.
فرحة النصر تزيد البهجة: أجواء احتفالية مضاعفة
يرى حتاحت أن مراسم استقبال الحجاج تتزامن مع فرحة الانتصار والتحرير، حيث تتلاصق أعلام سوريا مع عبارات التهنئة بالحج المبرور. ويشير إلى أن رحلة الحج هذا العام كانت أسهل وأرخص وأكثر تنظيماً، ما ضاعف من شعور البهجة والسرور.
تنوع في الضيافة: جودة واحترافية في التقديم
يقول البائع محمد أبو البرغل إن الضيافة هذا العام تشهد توجهاً لزيادة جودتها وتنوع طرق تقديمها، حيث يتم استخدام الكرتون والخشب لتغليف الملبس والتمر والنوكا والسكاكر بغلاف خاص مزركش بعبارات الحج.
المواطنون يستعدون لاستقبال الحجاج: أجواء عائلية مبهجة
يستعد المواطنون لاستقبال الحجاج بتشكيلة كبيرة من الضيافة والزينة، حيث يقومون بشراء الحلويات وتزيين المنازل بصور الكعبة والبالونات، وكتابة اسم الحاج على الهدايا.
