الخميس, 5 يونيو 2025 09:16 PM

دمشق تتنفس في الحدائق العامة: ملاذ العائلات في وجه الغلاء وانقطاع الكهرباء

دمشق تتنفس في الحدائق العامة: ملاذ العائلات في وجه الغلاء وانقطاع الكهرباء

في مشهد بات مألوفًا كل مساء، تكتظ الحدائق العامة في دمشق بأعداد كبيرة من العائلات، الممتدة جلوسًا على الأرصفة، المساحات الخضراء، وحتى الأرصفة القريبة من الطرقات. الهروب من المنازل الحارة والمظلمة في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، جعل من الحدائق الشعبية المتنفس الوحيد لمعظم السكان، خاصة في أحياء مثل الربوة، المزة، والبرامكة.

تبرز من بين هذه الحدائق حديقة تشرين وحديقة المدفع كمقصد رئيسي لمعظم أهالي دمشق، نظرًا لاتساع مساحتهما، وموقعهما القريب من مركز المدينة، وسهولة الوصول إليهما. “حديقة تشرين صارت مثل بيتنا الثاني”، يقول أبو جواد، موظف في القطاع العام، مضيفًا: “بنقعد فيها يوم الجمعة من العصر للمسا، بنشرب شاي، والولاد بيلعبوا، لأنو ما في مكان تاني نقدر نروح عليه بهالأسعار”.

أم محمد، أرملة، تفضّل حديقة المدفع، وتعتبرها المكان الأقرب والأكثر أماناً لعائلتها الصغيرة: “حديقة المدفع صغيرة بس فيها روح، جيرانا بيجوا كلياتهم لهنيك، والولاد صاروا حافظين كل زاوية فيها، خصوصاً وقت العطلة”.

ورغم الإقبال الكبير على هذه المساحات، فإنها تعاني من إهمال متزايد، بحسب شهادات عدد من الأهالي. أبو إبراهيم، سائق أجرة متقاعد، عبّر عن قلقه قائلاً: “الناس عم تهرب لهون من القهر، بس شوف الزبالة، الأطفال عم يلعبوا بين النفايات، ما في دورات مياه محترمة، لا إنارة، لا أمن، ولا حتى مراقبة بلدية! بدها إعادة تأهيل من أول وجديد”.

أما أم ناصر، معلمة مدرسة، فتشير إلى مشكلة الازدحام قائلة: “بيوم الجمعة ما في مكان تقعد فيه بحديقة تشرين! العالم عم تفترش الأرض، وما حدا عم يراقب شي. بس برغم كل شي، الناس متمسكة فيها… لأنه ما في بديل”.

يطالب سكان العاصمة، عبر منبر “سوريا 24″، بإعادة تأهيل الحدائق الكبرى في دمشق، وعلى رأسها حديقة تشرين وحديقة المدفع، من حيث النظافة، الأمن، المرافق العامة، وأماكن لعب الأطفال، مع تعزيز فكرة الاستثمار العادل الذي يحافظ على الطابع الشعبي المجاني لهذه المساحات.

مشاركة المقال: