يرى الخبير الاقتصادي د. زياد عربش أن الاقتصاد السوري يشهد تحولاً جذرياً نحو ديناميكية جديدة، واصفاً الوضع الحالي بأنه "بركان استثماري".
في حديثه لـ«الوطن»، أوضح عربش أن سوريا "تنطلق من عنق الزجاجة إلى الفورة الاقتصادية"، مشيراً إلى "تزاحم الشركات والمستثمرين" للعودة إلى السوق السورية.
وأكد أن الاستثمارات الفعلية تعود إلى قطاعات متعددة، مدفوعة بما يبدو أنه "تشميل دولي للاقتصاد السوري"، حتى وإن كانت الشركات تعمل عبر وكلاء إقليميين.
وشدد عربش على حاجة سوريا الماسة للاستثمارات والمشاريع الكبيرة والصغيرة في كافة القطاعات والمناطق، مما يستدعي تعديلات عاجلة في البيئة الناظمة، بدءاً من قوانين الاستثمار والكهرباء وصولاً إلى قوانين الصناعة التشاركية والعمالة والتجارة.
وأشار إلى التوجه نحو استغلال الفرص الحالية من خلال اتفاقيات وعقود تتجاوز الإطار القانوني السابق، بهدف الاستفادة السريعة من الديناميكية الجديدة، ريثما يتم تطوير القوانين بشكل كامل. وكشف عن تقديرات لحجم الفرص الاستثمارية المتفاوض عليها تتراوح بين 100 و400 مليار دولار.
ولفت إلى أن الوضع الحالي يختلف جذرياً عما كان عليه قبل أشهر، حيث كانت سوريا تعاني من نقص في الكهرباء والسلع وتضخم وارتفاع سعر الدولار.
وأفاد عربش بأن سوريا تشهد اليوم "ازدحاماً استثمارياً واختناقاً تعاقدياً وازدحاماً تنظيمياً"، مما يتطلب زيادة القدرة المؤسساتية والتنظيمية لاستيعاب هذه الفرص.
ودعا إلى تعزيز كفاءة المؤسسات ورفدها بالخبرات العالية، وتشكيل فريق من الخبراء لمؤازرة الحكومة وأجهزتها، لتجنب الوقوع في "أعناق زجاجات جديدة".
كما طالب بتشكيل آلية عمل محددة لتوضيح التزامات الطرفين (الحكومة والمستثمرين)، وزيادة سرعة المرونة في التعامل مع الملفات الاستثمارية بالكفاءة المطلوبة.