الجمعة, 6 يونيو 2025 09:04 AM

حلاوة الأمل في السويداء: نساء يحوّلن مطابخهن إلى فرص عمل موسمية في ظل الأزمة

حلاوة الأمل في السويداء: نساء يحوّلن مطابخهن إلى فرص عمل موسمية في ظل الأزمة

تتحول الأعياد في مدينة السويداء إلى موسم استثنائي للنساء الباحثات عن مورد دخل موسمي، إذ تتجه العديد منهن إلى صنع الحلويات المنزلية، لا باعتبارها طقسًا تقليديًا يرافق المناسبات فحسب، بل كفرصة عمل مؤقتة تساعد في سد رمق أسرهن وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. قبل عيد الأضحى بأسابيع، تبدأ نساء في السويداء بتحضير أشهى أنواع الحلويات، من المعمول والغريبة إلى البرازق والمرشم، في مطابخ منازلهن التي تتحول إلى ورشات عمل صغيرة. هذا النشاط، وإن كان محدودًا، يشكّل نافذة إنتاج وأمل في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع تكاليف المعيشة.

المشاريع المنزلية تنتعش على أيدي نساء في السويداء

السيدة علا إحسان الحلبي تمتهن صنع الحلويات منذ أكثر من عامين، ونجحت في بناء سمعة طيبة داخل مجتمعها المحلي بفضل جودة ما تُنتجه من أصناف تقليدية، مثل المعمول والغريبة والبرازق، بالإضافة إلى “المرشم”، وهو نوع حلويات تراثي تشتهر به السويداء. تقضي علا ما يزيد عن عشر ساعات يوميًا داخل مطبخ منزلها، حيث تبدأ بتحضير العجينة وتشكيل الحشوات، ثم تخبزها وتبردها وتُغلفها بعناية لتُسلمها للزبائن حسب الطلب. وتقول في حديثها لـ سوريا 24: “هذا العمل بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، بل شغف وهواية، كما أنه يؤمن لي دخلًا يساعدني على إعالة أسرتي”. رغم التعب الجسدي وساعات الوقوف الطويلة، تؤكد علا أنها تستمتع بما تقوم به، وترى فيه فرصة للثبات الاقتصادي والمعنوي في ظل الظروف الصعبة.

ميساء: نكهة الأمهات والجدات تميز منتجاتنا

من جهتها، ترى ميساء نصار أن الحلويات المنزلية تحتفظ بنكهات مميزة لا يمكن أن توجد في الحلويات الجاهزة، وتقول: “الناس تحب نكهة الحلويات اليدوية، فيها طعم الأمهات والجدات، وهذا هو سر تميزنا، إلى جانب الإتقان والنظافة والجودة”. ميساء انشغلت خلال الأيام الأخيرة التي سبقت عيد الأضحى في تحضير كميات من الحلويات لتلبية الطلبات، لكن الموسم لم يكن بالمستوى الذي اعتادته سابقًا. وتوضح: “الإقبال هذا العيد كان أقل من العام الماضي، الأحداث الأخيرة التي شهدتها السويداء أثرت على أفراح الناس وعلى حجم الطلبات، وحتى الكمية التي استلمتها هذا الموسم أقل بكثير”.

أكثر من حرفة.. مصدر دخل وشعور بالإنجاز

لا يقتصر نشاط ميساء على صناعة الحلويات، فهي تمارس العديد من الحرف مثل الطبخ، وتحضير المؤونة، والتطريز، والخياطة، والأعمال اليدوية الفنية، وتفخر بذلك، معتبرة أن كل ما تنتجه بيديها يحمل قيمة معنوية ومادية على حد سواء. تقول ميساء: “هذه الأعمال تملأ وقتي وتمنحني شعورًا بالإنجاز، وتساعدني على تأمين دخل بسيط يعينني في إعالة أسرتي”.

موسم مؤقت وأمل دائم

نساء كثيرات في السويداء ينخرطن في أعمال موسمية مشابهة، بعضها يرتبط بالأعياد، كتحضير الحلويات، وبعضها يُمارس على مدار العام كصناعة المشغولات اليدوية والملابس التقليدية. وتشكل هذه المشاريع المنزلية، رغم بساطتها، نقطة ضوء في حياة كثير من النساء اللواتي وجدن فيها وسيلة للبقاء والمساهمة في إعالة عائلاتهن. رغم التحديات والظروف الصعبة، تواصل هؤلاء النساء العمل بإصرار وشغف، محافظات على تقاليدهن، ومجدّدات لدور المرأة في المجتمع من داخل مطبخها ومن قلب بيتها.

مشاركة المقال: