درعا – محجوب الحشيش
دفع ارتفاع أسعار العلف في درعا جنوبي سوريا بعض المربين إلى بيع قسم من القطيع لتعويض خسائرهم المالية بعد ارتفاع تكاليف التربية. وتتمثل التكلفة الأبرز في ارتفاع سعر التبن، إذ وصل سعر الكيلوغرام من تبن القمح إلى 2500 ليرة سورية، وكيلو تبن الحمّص إلى 3500 ليرة سورية، في حين لم يتجاوز سعر كيلو التبن 400 ليرة سورية خلال عام 2024.
وأسهم الجفاف في تراجع محصول القمح والشعير والزراعات العلفية جراء خروج المواسم البعلية من الإنتاج، وعدم تمكن بعض المزارعين من سقاية كامل محاصيلهم.
لا قدرة على التغذية
باع هاني ضاحي قسمًا من قطيع الأغنام الذي يمتلكه في قرية خراب الشحم بريف درعا الغربي، كي يتمكن من شراء أعلاف للقسم الآخر. وقال هاني الذي يمتلك 500 رأس غنم، إن سعر التبن وصل إلى أرقام قياسية لا يقدر عليها، عدا ما يترتب عليه من تكاليف تخزين كميات من التبن تكفي مواشيه لعام كامل.
وأضاف لعنب بلدي أن أسباب غلاء التبن تعود إلى قلة الأمطار، وخروج الزراعة البعلية من الخدمة، وقلة إنتاجية القمح المروي، وعدم تمكن معظم المزارعين من سقاية كامل محاصيلهم، لافتًا إلى أن العلف من الممكن استيراده، أما التبن فهو إنتاج محلي وحالة الجفاف كانت عامة في كل سوريا.
رياض الميساوي، يعمل بتربية وتجارة المواشي في درعا، قال لعنب بلدي، إن غلاء التبن يشكل التكلفة الأكبر للمربين، إذ تضاعف سعره ما يقارب الخمسة أضعاف، وترافق مع غلاء سعر الأعلاف المرتبط حاليًا بسعر تصريف الدولار الأمريكي، إذ تعادل 9100 ليرة سورية دولارًا واحدًا.
الجفاف أثّر على المحصول والمراعي
أثرت موجة الجفاف خلال فصل الشتاء الماضي على إنتاجية القمح والشعير والزراعات البقولية والعلفية. المهندس الزراعي أحمد كيوان قال لعنب بلدي، إن موجة الجفاف أثرت على جودة محاصيل القمح والشعير والمزروعات العلفية، ما أدى إلى تراجع إنتاجيتها.
وأضاف أن المحاصيل البعلية بيعت مراعي للمواشي، ولم تصل لموسم الحصاد، ما أدى إلى إخراجها من العملية الإنتاجية، كما لم يتمكن بعض المزارعين من سقاية جميع محاصيلهم من القمح والشعير في الأراضي المروية ما أدى أيضًا إلى بيعها مراعي للأغنام.
وذكر أن قسمًا من الأعلاف لم ينتج في درعا لهذا الموسم، مثل النعمانة والكرسنة والجلبانة، وهي مزروعات علفية تزرع بعلًا نهاية فصل الشتاء، وتعتمد على مخزون الرطوبة في الأرض، وهذا الأمر لم يحدث لتناقص كميات المطر.
مربي الأغنام في بلدة زيزون بريف درعا الغربي عبد الله الصبح، قال إن المراعي كانت تستمر في الأعوام السابقة حتى نهاية أيار، أما هذا العام فقد جفت مبكرًا في آذار. وأضاف أنه عوّض تغذية المراعي بشراء بقايا المحاصيل التي ارتفع سعرها أيضًا، إذ وصل سعر استئجار الدونم من الفول إلى أكثر من 600 ألف، ودونم القمح غير المروي 500 ألف ليرة سورية، ودونم بقايا الشعير أو القمح 500 ألف ليرة سورية، ولم يتجاوز سعر استئجارها في العام الماضي 100 ألف ليرة سورية.
وقال إن صحة مواشيه تراجعت إذ اقتصد في التغذية بالتبن والعلف، مضيفًا أنه باع قسمًا من مواشيه على فترات متلاحقة، وتوقع أن يبيع كميات أكبر خلال الفترة المقبلة.
ووفق أحدث إحصائية لمديرية زراعة درعا، فإن المساحة المزروعة بالقمح المروي في الموسم الحالي بلغت 9204 هكتارات من أصل المخطط له، البالغ 10000 هكتار بنسبة تنفيذ 92%، وأوضحت أن واقع المحصول بين الجيد والمتوسط.
ومن أبرز المحاصيل تأثرًا بالجفاف في درعا الزيتون، رغم أن أشجاره أكثر مقاومة للعطش من غيرها، ويمكن سقايتها مرتين في فصل الصيف، بشرط حراثة الأرض باستمرار للمحافظة على رطوبة التربة، وفق تحقيق لعنب بلدي/ سيريا انديكيتور.