استأنف الجيش الإسرائيلي، الأحد، ضرباته ضد أهداف إيرانية، تركزت بشكل أساسي على العاصمة طهران والتي شهدت قصفاً عنيفاً.
واستهدفت إسرائيل الجانب العسكري من مطار مهر آباد في غرب طهران، علاوة على تنفيذ ضربات على مقرات لـ«الحرس الثوري» في منطقة ماهيدشت كرج غرب طهران.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجار في محيط میدان ولیعصر وسط طهران، بينما سُمعت أصوات انفجارات عنيفة في ميدان فاطمي ومحيط وزارة الداخلية. وذكرت وكالة «فارس» بأن مقذوفَين يشبهان الصواريخ سقطا في منطقتين قرب شارع طالقاني ومحيط ميدان وليعصر في طهران.
في السياق نفسه، قال نائب تبريز في البرلمان روح الله متفكر آزاد لوكالة «إيلنا»، إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 31 شخصاً، معظمهم من العسكريين، مشيراً إلى أن تبريز تعرضت لأضرار، «قابلة للتعويض».
وقتل اثنان من عناصر الدفاع الجوي في مفاعل خنداب (أراك) للمياه الثقيلة إثر هجوم جوي على الموقع، وفق وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
كان الجيش الإسرائيلي، قد أصدر في وقت سابق اليوم، إنذاراً للإيرانيين بإخلاء كل منشآت الأسلحة حتى إشعار آخر، وذلك بعد موجة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية وردت عليها طهران بدفعات من الصواريخ.
ونشر المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على منصة «إكس»، الإنذار باللغتين الفارسية والعربية، وجاء فيه: «نحث كل الموجودين في هذه الساعة، أو في المستقبل القريب، في كل مفاعل الأسلحة بإيران… من أجل سلامتكم نطالبكم بإخلاء هذه المنشآت فوراً، وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر».
وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الإنذار يشمل جميع مصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها في إيران».
مسؤول إسرائيلي: هاجمنا 80 هدفاً وفي وقت لاحق، قال مسؤول عسكري إسرائيلي اليوم (الأحد) لوكالة «رويترز» للأنباء، إن إسرائيل لا تزال لديها قائمة كبيرة من الأهداف في إيران لم تضربها بعد، مشيراً إلى أن إيران تعمدت استهداف المدنيين الإسرائيليين.
وأحجم المسؤول عن تحديد مدة استمرار الضربات على إيران، وقال إن الجيش هاجم نحو 80 هدفاً في طهران مساء أمس (السبت).
وأضاف أن الأهداف شملت موقعين إيرانيين للوقود «مزدوجي الاستخدام» كانا يدعمان العمليات العسكرية والنووية.
كما أكد أن الهجمات استهدفت أيضاً القائد العسكري لجماعة الحوثيين اليمنية محمد عبد الكريم الغماري الليلة الماضية.
غير أن الجيش الإسرائيلي أوضح أن نتائج الضربة التي وجهها في العاصمة اليمنية صنعاء، لم تعرف بعد، وأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الغماري قد تمت تصفيته، أم لا.
وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء الإيرانية اليوم (الأحد)، بأن هجوماً إسرائيلياً استهدف مقر شركة «شيراز» للصناعات الإلكترونية.
وقالت الوكالة إن دخاناً كثيفاً يتصاعد من موقع الشركة في مدينة شيراز بجنوب البلاد، عقب استهدافها بقذيفة، مشيرة إلى عدم ورود أنباء عن وقوع إصابات جراء قصف مقر الشركة.
وشنّت إسرائيل، يوم الجمعة، هجوماً في إطار عملية «الأسد الصاعد»، بهدف ضرب البرنامج النووي والعسكري في أنحاء متفرقة من إيران، أسفر عن مقتل قادة كبار في القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري وعلماء إيرانيين وتدمير منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد. وذكرت القوات الإسرائيلية أن نحو 200 طائرة شاركت في الهجوم الأولي، مستهدفة نحو 100 موقع.
ولليوم الثالث، واصلت إسرائيل وإيران، الأحد، تبادل الضربات الجوية والصاروخية. وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أنه «لا حدود» في الرد على إسرائيل، بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، قولها إنه، فيما يتعلق بتأثير الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، فقد توقعوا «أن يكون الوضع أسوأ، رغم أنه لا يزال من الممكن أن يتصاعد».
وأضافت المصادر: «لقد دمرنا قدرة إيران على إطلاق الصواريخ من خلال هجماتنا»، مشيرة إلى أن الإيرانيين أطلقوا ليلاً نحو 70 صاروخاً على 3 دفعات، مع فترة استراحة «قصيرة» بين الدفعتين الأخيرتين.
في الوقت نفسه، أكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي قصف منشأة غاز قرب بندر عباس جنوب إيران في الليلة الماضية، بالإضافة إلى محطة الوقود التي تمت مهاجمتها بالقرب من طهران أمس.
وقبل قليل، قال أفيخاي أدرعي في منشور على منصة «إكس»، إن إسرائيل قصفت منشأة نووية في أصفهان بإيران.
ولم يحدد أدرعي متى وقع الهجوم.
المساجد والمدارس ومحطات المترو ملاجئ وأعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم، أن المساجد ومحطات المترو والمدارس سيتم استخدامها اعتباراً من مساء الأحد، كملاجئ من القصف الإسرائيلي المتواصل على إيران لليوم الثالث.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني عبر التلفزيون الرسمي إن «المساجد هي من ضمن الملاجئ المتوفرة للشعب، وسيتم تجهيز محطات المترو الليلة وفتحها للاستخدام»، مشيرة إلى أن المدارس هي أيضاً «أماكن آمنة».