أعلن توم باراك، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى سوريا، أن الولايات المتحدة وافقت على خطة سورية جديدة لدمج آلاف المقاتلين السابقين من المعارضة في الجيش الوطني، بشرط الشفافية. ونقلت وكالة "رويترز" عن باراك قوله: "من الأفضل إبقاء المقاتلين، وكثير منهم مخلصون جداً للإدارة السورية الجديدة، ضمن مشروع الدولة بدلاً من إقصائهم".
أثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة، خاصةً بالنظر إلى الخلفيات الإيديولوجية للمقاتلين. وأشارت صحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت حتى وقت قريب تطالب باستبعاد المقاتلين الأجانب من قوات الأمن، لكن نهج واشنطن تجاه سوريا شهد تغيراً كبيراً منذ جولة ترمب الأخيرة في الشرق الأوسط.
أوضح الباحث في الجماعات المتطرفة حسام جزماتي أن هيئة تحرير الشام التزمت بعدم السماح لأي فصيل باتخاذ الأراضي السورية منصة للتهديد، وضبطت إيقاع الجهاديين. وأضافت الصحيفة أن الهيئة بدأت بين عامي 2014 و2018 بكبح سلطة المقاتلين الأجانب، وتنحيتهم عن القيادة والإعلام، واعتقلت الكثيرين منهم، وطردت من رفض الانصياع لتغييرات أبو محمد الجولاني. فقد أصبح هؤلاء المقاتلون الأجانب عائقاً أمام مشروع الهيئة، داخلياً وخارجياً، بسبب شعور السوريين بتفضيل الأجانب، وعرقلة علاقتها مع تركيا.
عمل الشرع على "تشذيب" المتشددين داخل الهيئة، وغيّر الخطاب إلى محلي سوري، وتبنى عبارات مثل "ثورة أهل الشام". واصطف معه كثير من المقاتلين الأجانب، معتبرين أن سوريا للسوريين وأنهم أنصار فيها، وعمل على "سورنة المعركة والمقاتلين" بدمجهم في السياسة الجديدة القائمة على الابتعاد عما هو خارج الحدود.
نشر موقع مقالاً حذر من تبعات هذه الخطوة، مشيراً إلى أن الجيش السوري الجديد يجب أن يكون جامعاً وموحداً لأبناء سوريا، ولا يقبل في الوضع الراهن ضم عناصر أجنبية ذات خلفيات متشددة. وأضاف أن انتماء هؤلاء المقاتلين مختلف عن الانتماء الثوري للسوريين، وأن مهمتهم كانت دينية إيديولوجية وليست سياسية متعلقة بإسقاط النظام. كما حذر من التزامات مالية ولوجستية، وعملية الفرز والرتب العسكرية التي قد تفتح الباب أمام التناحر الأمني والعسكري.
أشار المقال إلى أن هذا الدمج قد يضعف شرعية الإدارة الحالية أمام المجتمع الدولي في حال ارتكب هؤلاء المقاتلون انتهاكات، ويعيد للأذهان نماذج سابقة من الحروب بالوكالة. والأمر الأكثر خطورة هو احتمالات انشقاق مقاتلين أو إعادة التموقع في مشاريع أكثر تطرفاً، خصوصاً في ظل عدم وجود خطة لمعالجة الجذور الفكرية والسياسية التي أنتجت هذه الظاهرة.
نقلت "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين سوريين في وزارة الدفاع قولهم: إنه بموجب الموافقة الأمريكية، سيجري دمج نحو 3500 مقاتل أجنبي في الجيش السوري، معظمهم من الإيغور، وسينضمون إلى الفرقة 84 التي جرى تشكيلها حديثًا.