منذ سقوط نظامه في دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، يعيش الرئيس السوري السابق بشار الأسد حياةً شديدة التحفّظ في روسيا، أحد أبرز حلفائه، وفق تحقيق لموقع «فرانس إنفو».
كشف التقرير أن الأسد يقيم على الأرجح في مجمّع «مدينة العواصم» غرب موسكو؛ حيّ سكني لا يقطنه سوى صفوة رجال الأعمال، وتحيط به مقار شركات متعددة الجنسيات وفنادق وشخصيات ثرية ومؤثرة. وتُعرض شقة مؤلّفة من ثلاث غرف هناك، مساحتها 119 متراً مربعاً، بنحو 1.9 مليون دولار.
مصادر أخرى تحدّد مكان إقامته المحتمل في حي روبليفكا الفاخر، الذي يُعرَف بـ«بيفرلي هيلز الروسية» بسبب قصوره الضخمة وأسعاره الباهظة.
وقال صحفي تحدّث لـ«فرانس إنفو» إن الأسد «مقيم شديد التكتّم، ولا تتسرّب أي معلومات تقريباً عن تفاصيل حياته اليومية»، مؤكداً عدم ظهور أي صور علنية له أو لزوجته طيلة الأشهر الستة الماضية.
ويعزو محللون هذا الاختفاء إلى احتمال تلقّيه أوامر من الكرملين بالابتعاد عن الأضواء، مع بقائه تحت حماية ومراقبة الأجهزة الروسية.
ويرجّح الباحث إياد حامد، من «البرنامج السوري للتطوير القانوني» في لندن، أن عائلة الأسد «نقلوا أصولهم إلى روسيا على مدى سنوات، واشتروا عقارات وأسسوا شركات هناك».
وكانت «فايننشال تايمز» قد أفادت بأن الأسد حوّل 250 مليون دولار نقداً—حوالي طنين من الفئات الصغيرة—إلى موسكو بين مارس/آذار 2018 وسبتمبر/أيلول 2019.
وقدّرت الخارجية الأميركية في تقرير صدر عام 2022 ثروة عائلة الأسد بما لا يقل عن ملياري دولار.
حتى الآن، ورغم انتشار الشائعات والتكهنات، لا تُعرف سوى تفاصيل ضئيلة عن نمط حياة الأسد في العاصمة الروسية، بينما يظل ظهوره العلني غائباً بالكامل منذ لجوئه إلى موسكو قبل ستة أشهر.