أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن القوات الأميركية نفذت خلال الساعات الماضية انسحابًا مفاجئًا من قاعدتين عسكريتين بارزتين في ريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبحسب مصادر المرصد، فإن عملية الانسحاب بدأت تدريجيًا في 18 أيار الماضي، لكنها تسارعت خلال اليومين الأخيرين، حيث شوهدت أرتال عسكرية أميركية تضم عربات مصفحة ومعدات لوجستية وهي تغادر موقعيها الرئيسيين في حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي التابع لـ”التحالف الدولي”.
وتُعتبر قاعدة العمر، وفق تقارير ميدانية، أكبر قاعدة أميركية في سوريا، وقد تعرضت خلال العامين الماضيين إلى سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة من قبل جماعات مسلّحة، خصوصًا بعد اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول 2023، حين تصاعد التوتر الإقليمي وامتدّت رقعة الاستهدافات المتبادلة في سوريا والعراق.
وفي أعقاب الانسحاب، تمركزت وحدات “الكوماندوس” التابعة لـ”قسد” في المواقع التي أخلتها القوات الأميركية، فيما أكدت مصادر المرصد أن التعاون العسكري لن يتوقف، إذ ستُواصل “قسد” تنفيذ عمليات أمنية مشتركة ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، على أن تحظى بدعم لوجستي وجوي من “التحالف الدولي” انطلاقًا من قاعدة الشدادي جنوب محافظة الحسكة، حيث لا تزال القوات الأميركية تحتفظ بوجود فعّال هناك.
ويُعدّ الانسحاب الحالي أحد أبرز التحركات الأميركية في شمال شرق سوريا منذ إعلان القضاء على “الخلافة” التي أقامها تنظيم “داعش” في آذار 2019، وسط تساؤلات متزايدة عن تغيّرات محتملة في قواعد الانتشار الأميركي في المنطقة، خصوصًا في ظل تنامي النفوذ الإيراني وتراجع قدرة واشنطن على ضبط المشهد الأمني في مناطق الطاقة السورية.
وكانت مصادر ميدانية قد أشارت منذ مطلع 2024 إلى نية أميركية لإعادة تموضع القوات في شمال شرق سوريا لأسباب تتعلق بالتهديدات الأمنية، وكذلك بترتيبات داخلية تخص العلاقة بين واشنطن و”قسد”، بعد توتر نسبي طرأ خلال الشهور الماضية بشأن بعض ملفات التنسيق العسكري والتوزيع الجغرافي للانتشار.