الخميس, 5 يونيو 2025 05:38 AM

الرقة تحت الحصار الرقمي: انقطاع الاتصالات يدخل شهره الثالث وتساؤلات حول الأسباب

الرقة تحت الحصار الرقمي: انقطاع الاتصالات يدخل شهره الثالث وتساؤلات حول الأسباب

يشهد قطاع الاتصالات في مدينة الرقة السورية أزمة حادة، حيث دخل انقطاع شبكة الاتصال السورية شهره الثالث على التوالي، وسط غياب أي توضيحات رسمية من الجهات المعنية. هذا الوضع أثار استياءً وغضباً واسعاً بين السكان الذين يجدون أنفسهم معزولين عن العالم، مع تدهور ملحوظ في جودة الإنترنت المحلي، مما أثر سلباً على الأنشطة التجارية والخدمية.

آثار اقتصادية واجتماعية مباشرة

تسبب انقطاع الشبكة في تعطيل كبير للأعمال التجارية المرتبطة بالاتصالات، خاصة في قطاعات بيع وصيانة الهواتف المحمولة، والنقل، والخدمات اللوجستية، وحتى التواصل الاجتماعي والعائلي. عبد القادر الشعيب (28 عاماً)، صاحب محل لصيانة الجوالات، يقول لموقع سوريا 24 إن مئات المواطنين فقدوا أرقام هواتفهم بسبب الانقطاع، مع غياب مراكز لإعادة تفعيل الخطوط، مما اضطر البعض للسفر إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية لاستعادة خطوطهم.

ويضيف الشعيب أن بعض المحلات حاولت تفعيل الشبكة مؤقتاً عبر أجهزة خاصة، لكنها تلقت إنذارات بالإغلاق وغرامات مالية، مما زاد الضغوط الاقتصادية عليها وحرمها من أدوات أساسية لممارسة نشاطها التجاري.

غضب شعبي وتساؤلات مستمرة

لم يقتصر الاستياء على أصحاب المحال التجارية. ثامر العلي (44 عاماً)، من سكان الرقة، يتساءل عن الهدف الحقيقي وراء إيقاف الشبكة، قائلاً: "لو كان الهدف أمنياً، لأوقفوا شبكات الإنترنت أيضاً، لأنها تغطي مناطق أوسع وتُستخدم بكثافة، لكن الحقيقة أن الهدف مادي بحت". ويؤكد أن حرمان السكان من الاتصالات هو وسيلة ضغط غير مبررة.

عدنان المصطفى (38 عاماً)، الذي يعمل في توزيع المواد الغذائية، يعبر عن معاناته بعد فقدان رقمه المرتبط بتعاملاته التجارية. يقول: "أضعت هاتفي ورقمي الذي أعتمد عليه في عملي. لا يمكنني استعادته إلا من مراكز سيريتل في مناطق الحكومة السورية، مما يعني السفر إلى حلب، وهذا يتطلب مالاً وجهداً ووقتاً لا أملكه". ويوضح أن الاتصال الهاتفي هو أساس عمله، حيث يتلقى الطلبيات عبر المكالمات، مما يجعل انقطاع الشبكة تهديداً مباشراً لمصدر رزقه.

غياب التصريحات الرسمية وسط مطالب بالحل

ترفض مديرية الاتصالات التابعة للإدارة الذاتية في الرقة تقديم أي تصريح حول سبب الانقطاع أو موعد عودة الخدمة. مراسل سوريا 24 تواصل مع إعلامي المديرية عبر واتساب للاستفسار، لكنه تلقى رداً مفاده أنهم لا يعطون أي تصريحات بهذا الخصوص.

هذا الصمت الرسمي زاد من الغموض، ودفع المواطنين لإطلاق تساؤلات حول الجهة المسؤولة والهدف من هذا الانقطاع الطويل. يذكر أن خدمة الإنترنت المحلي من شركة "ارسيل" لا تغطي كافة مناطق الرقة وجودتها منخفضة ولا تفي بالمتطلبات التجارية أو الشخصية.

كانت شبكة الاتصال السورية "سيريتل" هي الشبكة الوحيدة العاملة في الرقة وأجزاء من ريفها، وقد انقطعت أيام سيطرة تنظيم داعش، ثم عادت بعد طرد التنظيم وسيطرة "قسد"، لتعود للتوقف مجدداً بعد "تحرير سوريا" وإسقاط نظام الأسد، دون توضيحات رسمية، مما زاد من تعقيد الوضع والضغط على السكان والأنشطة الاقتصادية.

مشاركة المقال: