تشهد أسواق الألبسة في المدن السورية منافسة حادة، خاصةً مع ازدياد اهتمام السوريين، وخاصة النساء، بالأزياء. موقع "اقتصاد" قام بجولة في أسواق حماة وسلمية، حيث أوضح "أحمد"، صاحب معرض للألبسة الجديدة، أن المنافسة تشتد في مواسم الأعياد، مع توفر خيارات متعددة للمستهلك.
يؤكد "أحمد" أن الأسعار المناسبة هي العامل الأهم لجذب الزبائن، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها معظم العائلات السورية. في السابق، كان أصحاب المعارض الشعبية يعتمدون على المنافسة السعرية لكسب الزبائن.
لكن بعد التطورات الأخيرة، ظهرت تحديات جديدة، أبرزها الانتشار الواسع للألبسة الأوروبية المستعملة ("البالة")، التي غزت الأسواق والساحات السورية، مما أضعف القدرة التنافسية لتجار الألبسة الجديدة.
"فاطمة"، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، تقول لموقع "اقتصاد": "فرحة العيد للأطفال تكمن في الحصول على ملابس جديدة، ولكن خيارنا هو التسوق من محلات البالة بسبب فرق الأسعار الكبير. سعر بنطلون الجينز يتراوح بين 100 و 250 ألف ليرة سورية، بينما في البالة يتراوح بين 25 و 50 ألف ليرة، وقد تجده في بسطات الشوارع بأقل من 10 آلاف ليرة، مع الأخذ في الاعتبار الفرق في الجودة."
"مصطفى"، صاحب بسطة لبيع الألبسة المستعملة، يرجع انتشار هذه التجارة إلى التخلص من الرسوم الجمركية في السابق، مما أدى إلى فتح الأسواق أمام الألبسة المستعملة بأسعار مناسبة للمواطنين ذوي الدخل المحدود. كما يشير إلى أن تفشي البطالة دفع العديد من الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم الحكومية إلى الاتجار بالبالة كحل لتأمين دخل لأسرهم.