هجوم الجولان يعمق المخاوف الإسرائيلية مع الحفاظ على قنوات التطبيع المحتملة
أدت الصواريخ التي أطلقت من جنوب سوريا باتجاه إسرائيل إلى تعزيز المخاوف الإسرائيلية بشأن التطورات في سوريا، لكنها لن تقضي على فرص التقارب المحتمل. على الرغم من تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بالرد على نظام الرئيس السوري أحمد الشرع، إلا أن هناك إدراكًا بأن الشرع لا يدعم هذه الهجمات وسيعمل على منعها، وأن التهديدات الإسرائيلية تهدف إلى دفعه لاتخاذ إجراءات إضافية ضد مصادر التهديد.
تقدر القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أن نشطاء من حركة "حماس"، أُطلق سراحهم من السجون السورية خلال فترة حكم بشار الأسد، هم المسؤولون عن إطلاق القذائف. وتشير مصادر عسكرية إلى أن الشرع لا يرغب في التصعيد مع إسرائيل، خاصة مع التقارير عن احتمال استضافته في الولايات المتحدة.
ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على تأكيد وزارة الخارجية السورية أن دمشق لا تشكل تهديدًا لأي طرف في المنطقة وتعمل على كبح الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة في جنوب سوريا.
تؤكد هذه الأحداث الحذر الإسرائيلي في التعامل مع الشرع، وفق مبدأ "ليس صديقًا ولا عدوًا". سعى وزير الدفاع الإسرائيلي لشرح التهديدات الأمنية الناشئة من "سوريا الجديدة" تحت سيطرة أحمد الشرع للمبعوث الأميركي الجديد.
يرى رئيس "مجلس الجولان الإقليمي" أن إطلاق الصواريخ دليل على ضرورة بقاء الجيش في المنطقة العازلة الشمالية، والعمل على حماية الجولان، مع ضرورة الرد بحزم على أي خرق للهدوء.
تراقب إسرائيل بحذر احتمال تجديد دمشق العلاقات مع كوريا الشمالية في مجالات الأسلحة غير التقليدية، محذرة من أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا حدث ذلك.
في المقابل، هناك محاولات أميركية وأصوات إسرائيلية تدعو إلى بناء علاقات مع الشرع. تشير تقارير إلى أن الشرع منفتح على السلام مع إسرائيل ومستعد لبحث مسألة الجولان، بشرط الحفاظ على وحدة سوريا.
يرى محللون أن الشرع يخوض معارك صعبة من أجل مستقبل سوريا، وأن إسرائيل جزء من ذلك. إعادة وثائق إيلي كوهين والمقابلة التي أجراها مع صحيفة يهودية، حيث أعلن استعداده للتعاون مع إسرائيل، تعتبر مؤشرات إيجابية.
يُنصح بعدم تفويت فرصة بناء علاقات مع دمشق، حيث يُظهر الشرع بوادر الاستقلالية والمبادرة تجاه إسرائيل.