الإثنين, 9 يونيو 2025 12:15 AM

غلاء الأسعار يُخيم على فرحة العيد في دمشق: تفاوت كبير في الأسعار وإقبال متفاوت على شراء الألبسة

غلاء الأسعار يُخيم على فرحة العيد في دمشق: تفاوت كبير في الأسعار وإقبال متفاوت على شراء الألبسة

شهدت أسواق دمشق تفاوتًا في الإقبال على شراء الألبسة بمناسبة قدوم عيد الأضحى، وكانت الأسعار هي المتحكم في مدى هذا الإقبال. ولا تزال القدرة الشرائية للمواطن السوري مرهونة في تحسن الحال المعيشي والوضع الاقتصادي، إذ تصل تكلفة قطعة واحدة من الألبسة بالحد الأدنى إلى قيمة الراتب الشهري للموظف الحكومي. وفيما تزدحم بعض الأسواق بالحركة والعروض، تشهد أخرى ركودًا ملحوظًا، وذلك بسبب تباين الأسعار بين منطقة وأخرى في أسواق دمشق، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

تفاوت الأسعار

رصدت عنب بلدي عمليات البيع والشراء وحركة إقبال المواطنين في منطقتي القصاع والحمرا بدمشق، في 5 من حزيران الحالي. وشهدت منطقة القصاع حالة من الركود النسبي على شراء الألبسة بسبب ارتفاع الأسعار وقلة العروض، إذ وصلت تكلفة الطقم النسائي الكامل إلى 500 ألف ليرة، وفي بعض المحال وصل إلى 600 ألف ليرة، حسب الماركة ونوعية القماش. في حين تراوح سعر البنطلون الجينز بين 250 و300 ألف، أما الكنزات فتفاوت سعرها بين 100 و150 ألف ليرة، وسجل سعر الأحذية بين 250 و300 ألف ليرة في حال كانت الصناعة وطنية، في حين وصل سعر الأحذية أوروبية الصنع إلى أكثر من 375 ألف ليرة.

قال نزار العبد، صاحب محل ألبسة نسائية في المنطقة، لعنب بلدي، إن تفاوت السعر بين قطع الألبسة النسائية يعود إلى نوع الماركة ومكان التصنيع، فهناك ألبسة مستوردة من تركيا يرتفع سعرها مقارنة بالصناعة الوطنية. وأضاف، “نحن لا نحدد الأسعار اعتباطيًا، فتكلفة القطعة الواحدة عالية جدًا، ويلعب في تحديد سعرها عوامل عدة كأجور المواد المستوردة، وأجور التصنيع، والضرائب، وفوق كل ذلك، تقلبات سعر الصرف، فهناك محال تعرض الأسعار بالدولار فقط لأنهم يشترون بضائعهم بالدولار من المصدر”.

عروض وتخفيضات

بالمقابل، بدا المشهد مختلفًا في منطقة الحمرا وسط العاصمة، ورغم أنها ليست بعيدة جغرافيًا عن القصاع، فإن الفرق بينهما في الأسعار كبير. سجلت أسعار الطقم النسائي من 250 إلى 300 ألف ليرة، والبنطلون الجينز بين 100-150 ألفًا، بينما يمكن شراء كنزة خفيفة بـ75 إلى 100 ألف ليرة فقط، بينما تراوح سعر الأحذية بين 150-175 ألف ليرة.

وكثرت منطقة الحمرا بالعروض والتخفيضات الموسمية، ما جعلها مقصدًا لكثير من المتسوقين. قال كامل سعيد، بائع في محل ألبسة بالمنطقة،”لدينا عروض تصل إلى 30-40% على القطع الجديدة، والحركة جيدة مقارنة بالسنوات الماضية، والزبائن تأتي من مناطق أخرى لشراء الملابس من هنا بسبب فارق السعر”. وأوضح كامل أن هناك ربحًا لكن بنسبة قليلة، لأن الإقبال على الشراء يعوض نوعًا ما، بعكس المناطق الأخرى التي تحافظ على طابعها كمكان للشراء الفاخر، لذلك يركز على مخاطبة القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة وما دونها.

وترى هبة حسن أن الأسعار في سوق الحمرا مقبولة، إذ استطاعت أن تشتري طقمًا كاملًا لها ولابنتها بـ500 ألف، بينما كان نفس الطقم في القصاع بمليون تقريبًا.

عروض وتخفيضات تزامنًا مع قدوم عيد الأضحى في منطقة الحمرا بدمشق- 5 حزيران 2025 (عنب بلدي/مارينا مرهج)

بحث عن الأرخص

رغم التفاوت في الأسعار بين المناطق، فإن الإقبال على شراء الألبسة لا يزال موجودًا، وأشار سمير العمري، بائع ألبسة أطفال في منطقة الحمرا، إلى أن إقبال المشترين يكون بشكل انتقائي، فالأغلبية تبحث عن الأرخص، وهناك من يشتري قطعة واحدة فقط للعيد. وأضاف، “نحن نراعي الوضع، فنشتري بضاعة متوسطة الجودة وبأسعار ممكنة لنستطيع البيع، لكن لا يمكننا النزول أكثر لأن الكلفة تزداد كل أسبوع تقريبًا”.

أما سعاد رزق، ربة منزل من سكان الزاهرة وتتجول في منطقة الحمرا، ولديها أربعة أطفال، تروي أنها لا يمكنها أن تشتري لكل أطفالها طقمًا جديدًا. “اشتريت لطفلي الأصغر فقط، أما البقية سيعتمدون على ما لديهم من ألبسة على أن تكون مرتبة، فالمهم ألا أحرمهم من إحساس الفرح بالعيد”، قالت سعاد.

وتشاركها الرأي نور عيسى، طالبة جامعية تعمل بدوام جزئي في دمشق، اشترت بنطلون جينز من الحمرا بـ120 ألف، وكنزة بـ 75 ألف، مستفيدة من العروض. “راتبي لا يتجاوز 400 ألف، لذا أختار بعناية، لكن رغم كل شيء، أريد أن أشعر بفرحة العيد”، تحدثت نور.

في حين أشارت رغدة صعيدي، موظفة في القطاع الخاص، إلى أن هناك من يضطر للاستدانة أو دفع أقساط فقط من أجل شراء ملابس لأطفاله، “فالأسعار فوق طاقة الناس، لكن الضغط الاجتماعي كبير، والناس تخاف أن يشعر أطفالهم بالنقص أمام أقرانهم”.

مشاركة المقال: