الجمعة, 22 أغسطس 2025 09:35 AM

المجموعة العربية في الأمم المتحدة تشدد: أمن واستقرار سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي

المجموعة العربية في الأمم المتحدة تشدد: أمن واستقرار سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي

نيويورك-سانا – أكدت دولة قطر، في بيان صادر باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة، أن أمن واستقرار سوريا يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن العربي والإقليمي. وأوضحت أن الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها الوطنية يمثل الضمانة الحقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والحيلولة دون عودة الجماعات الإرهابية.

وأشارت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، في كلمتها أمام اجتماع الإحاطة الشهري لمجلس الأمن حول سوريا، إلى أن "المجموعة العربية تؤكد أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية تحت مظلة الدولة ومؤسساتها، وبناء الثقة، وبسط الأمن والاستقرار، والنهوض بالتنمية، والمضي قدماً في عملية سياسية شاملة بقيادة وملكية سورية، وبمشاركة واسعة لكل مكوّنات الشعب السوري، على نحو يصون حقوق المواطنين ويعزز المصالحة الوطنية والسلم الأهلي والعدالة الانتقالية". وأعربت عن ترحيب المجموعة العربية بالخطوات التي تتخذها الحكومة السورية نحو تحقيق هذه الغايات، وبالتعاون الذي تبديه مع المجتمع الدولي ومنظومة الأمم المتحدة.

وأضافت الشيخة علياء آل ثاني أن المجموعة العربية تؤكد تمسكها بوحدة الجمهورية العربية السورية الوطنية والإقليمية وسيادتها واستقلالها، وترفض أي انتهاكات لسلامة أراضيها أو سيادتها، كما ترفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري وأي محاولات لإثارة الفتنة أو فرض وقائع غير قانونية على الأرض أو الدفع نحو أي شكل من أشكال التقسيم أو التجزئة، معربة عن بالغ القلق إزاء أعمال العنف التي تستهدف تقويض الأمن والاستقرار داخل سوريا.

وأشارت إلى أن سوريا تمر بمرحلة دقيقة يتحمل فيها شعبها إرثاً ثقيلاً من التحديات في المجالات الأمنية والإنسانية والاقتصادية والتنموية، والتي تؤثر على الظروف المعيشية للمواطنين وتثقل كاهل مؤسسات الدولة، لافتة إلى أن صعوبات المرحلة الراهنة تتطلب الدعم الدولي من أجل استكمال مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، بما ينعكس إيجاباً على استقرار سوريا ومحيطها.

وشددت الشيخة علياء آل ثاني على أن المجموعة العربية تدين بأشد العبارات خروقات قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين، داعية مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإلزام قوة الاحتلال بالوقف الفوري للانتهاكات واحترام سيادة سوريا، والانسحاب الكامل من جميع الأراضي السورية المحتلة، والالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مع التأكيد على أن كامل الجولان العربي السوري يظل أرضاً محتلة وفق القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القرارات 242 و338 و497.

وقالت إن الوضع الإنساني في سوريا يستدعي استجابة دولية عاجلة ومنسقة تشمل المساعدات والدعم المؤسسي والتقني، لتعزيز قدرات الدولة على تلبية الاحتياجات الأساسية، والقيام بمشاريع التعافي المبكر، وإعادة البناء وخاصة تأهيل البنى التحتية، وإنعاش الاقتصاد والاستثمار.

وأكدت أن رفع القيود الاقتصادية والإجراءات الأحادية المفروضة على سوريا يعد خطوة أساسية للتخفيف من معاناة المدنيين وتيسير جهود التعافي وإعادة الإعمار والتنمية، مشيرة إلى أن المجموعة رحبت بالإعلانات الصادرة عن الشركاء الدوليين وتحديداً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن رفع أو تخفيف هذه القيود، وتعتبرها خطوات إيجابية مهمة وينبغي استكمالها برفع كامل وفوري لجميع العقوبات التي تعيق جهود الحكومة السورية لتحقيق الأهداف المنشودة خلال هذه المرحلة.

وثمّن البيان ما تقوم به الدول الأعضاء التي تقدم لسوريا الدعم الإنساني والاقتصادي والمالي والدبلوماسي للمساهمة في تحسين الأوضاع المعيشية والتنمية، معرباً عن دعم المجموعة العربية الكامل لجهود سوريا في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود ومكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات.

وأكد البيان أهمية دعم هذه الجهود وتعزيز التعاون في إطار دعم الأمن الإقليمي ومكافحة التهديدات العابرة للحدود، داعياً الحكومة السورية إلى مواصلة التعاون مع المجتمع الدولي بهدف التصدي للمخاطر الإرهابية والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله وصوره واجتثاث منابعه.

وجدد البيان التأكيد على التزام المجموعة العربية بدعم مسار سوريا في تجاوز المرحلة المصيرية الراهنة وأي عراقيل أمام هذا المسار وأي تدخلات خارجية هدامة، من أجل فتح الطريق أمام الشعب السوري لينعم بالسلام والكرامة والازدهار.

مشاركة المقال: