دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى اتخاذ تدابير فعالة لحماية العاملين في المجال الإنساني، وتعزيز آليات المساءلة وتقديم مرتكبي الجرائم بحقهم إلى العدالة، بالإضافة إلى وقف تدفق الأسلحة إلى الأطراف التي تنتهك القانون الدولي.
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن غوتيريش قوله إن الاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني تمثل هجوماً على الإنسانية جمعاء، كونهم يمثلون شريان الحياة الأخير لأكثر من 300 مليون شخص يعانون من ويلات الصراعات والكوارث.
مقتل نصف العاملين الإنسانيين في غزة
من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن مقتل 383 عاملاً إنسانياً خلال العام 2024، نصفهم في غزة، يشكل "معدلاً قياسياً صادماً". واعتبر المكتب أن هذا المعدل يمثل "إدانة مخزية" تستدعي وضع حد لسياسة "الإفلات من العقاب"، ويجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لحماية جميع المدنيين في مناطق النزاعات والأزمات. وأشار المكتب كذلك إلى إصابة نحو 308 من العاملين في المجال الإنساني، واختطاف 125 واعتقال 45 آخرين في العام نفسه.
وأكد أوتشا أن الارتفاع في عدد وفيات عمال الإغاثة بنسبة 31 بالمئة مقارنة بعام 2023 يعزى بشكل كبير إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي شهدت مقتل 181 عاملاً إنسانياً.
دعوات متكررة لحماية العاملين الإنسانيين
كما دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، إلى وضع حد للهجمات التي تستهدف العاملين الإنسانيين والمدنيين، وإنهاء الإفلات من العقاب بموجب القانون الإنساني الدولي.
وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، تلقت سانا نسخة منه، قال عبد المولى: "نحيي اليوم العالمي للعمل الإنساني بتأمل جاد وامتنان عميق، ونستذكر في هذا اليوم زملاءنا الذين فقدناهم، نكرم إرثهم بمواصلة رسالتهم، وندعو جميع الأطراف على الأرض إلى حماية العاملين الإنسانيين وضمان وصولهم الآمن إلى من هم بحاجة".
وجدد المنسقون المقيمون ومنسقو الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة واليمن ولبنان، تحذيرهم من استمرار الانتهاكات الجسيمة ضد العاملين الإنسانيين وفضاءات العمل الإغاثي في المنطقة، مؤكدين أن التزام الصمت إزاء هذه الممارسات يشكل تواطؤاً خطيراً.
واستهجن المنسقون في بيان مشترك صدر اليوم بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، عدم الاستجابة للدعوات التي تم إطلاقها العام الماضي في الـ19 من آب 2024، لوقف الاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، وإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفياً، وحماية فضاءات العمل الإنساني.
وتحيي الأمم المتحدة في التاسع عشر من آب سنوياً، اليوم العالمي للعمل الإنساني، في ذكرى مقتل 22 شخصاً من العاملين في مجال الإغاثة – منهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق – في الهجوم على فندق القناة في بغداد عام 2003.