الأربعاء, 20 أغسطس 2025 06:47 PM

خلاف حاد بين نتنياهو وماكرون حول الاعتراف بفلسطين: اتهامات بمعاداة السامية وردود فعل غاضبة

خلاف حاد بين نتنياهو وماكرون حول الاعتراف بفلسطين: اتهامات بمعاداة السامية وردود فعل غاضبة

تصاعدت حدة الخلاف بين فرنسا وإسرائيل على خلفية قرار باريس الاعتراف بدولة فلسطين، حيث اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ "تأجيج معاداة السامية". رد الإليزيه على هذه الاتهامات بوصفها "دنيئة" و"مبنية على مغالطات".

في رسالة وجهها إلى ماكرون، زعم نتنياهو أن الخطوة الفرنسية "تصب الزيت على نار معاداة السامية"، معتبراً أن الاعتراف بدولة فلسطينية يكافئ حركة حماس ويشجعها على عدم إطلاق سراح الرهائن، ويغذي الكراهية ضد اليهود الفرنسيين. ودعا فرنسا إلى استبدال الضعف بالحزم قبل رأس السنة العبرية في 23 سبتمبر (أيلول) المقبل.

من جهتها، استنكرت الرئاسة الفرنسية تصريحات نتنياهو، مؤكدة أن الربط بين الاعتراف بدولة فلسطين وتأجيج معاداة السامية "مبني على مغالطات ودنيء ولن يمر دون رد". وأكد الإليزيه أن الجمهورية الفرنسية ستحمي مواطنيها اليهود، مشدداً على أن المرحلة تتطلب الجدية والمسؤولية لا التشويش والتلاعب.

وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن في وقت سابق أن باريس ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، وهي خطوة أثارت غضب إسرائيل. وعلى إثر ذلك، أعلنت دول عدة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر، من بينها كندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وأيسلندا وآيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا.

وذكرت الصحافة الأسترالية أن نتنياهو أرسل رسالة مماثلة إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، متهماً إياه أيضاً بـ "تأجيج نار معاداة السامية".

في رسالته لماكرون، أشاد نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، واصفاً إياه بأنه مثال لـ "محاربة" الجرائم المعادية للسامية و"حماية اليهود الأميركيين".

وفي رسالته، عدد نتنياهو حوادث وقعت أخيراً، منها نهب مدخل مكاتب شركة الطيران الإسرائيلية "إل عال" في باريس، والاعتداء على رجل يهودي في ليفري-غارغان، والاعتداء على حاخامات في شوارع باريس، معتبراً أن هذه الحوادث ليست معزولة بل وباء.

تُعد قضية معاداة السامية حساسة في فرنسا، التي تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا الغربية، بالإضافة إلى جالية عربية مسلمة كبيرة متعاطفة مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

أكد الإليزيه أن العنف ضد الجالية اليهودية أمر غير مقبول، وأن الرئيس الفرنسي طالب حكوماته منذ عام 2017 باتخاذ أقصى درجات الحزم تجاه مرتكبي الأعمال المعادية للسامية.

من جانبها، استنكرت السلطة الفلسطينية رسالة نتنياهو، معتبرة إياها "هجوماً غير مبرر ومعادياً للسلام". وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها تستنكر بشدة الهجوم الذي شنه نتنياهو ضد ماكرون، وتعده غير مبرر ومعادياً للسلام وللإجماع الدولي على مبدأ حل الدولتين.

وبعدما أبدى ماكرون تضامنه مع إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر، نأى بنفسه عن استراتيجية الحكومة الإسرائيلية في غزة، وزاد من انتقادها، في حين أصبحت المكالمات الهاتفية بين الزعيمين نادرة، وفق تقرير لـ "وكالة الصحافة الفرنسية".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل 62064 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

مشاركة المقال: