الثلاثاء, 22 يوليو 2025 02:54 AM

تراجع أمريكي: المبعوث توماس براك يجدد دعمه للحكومة السورية رغم دعوات المحاسبة وانتقاد التدخل الإسرائيلي

تراجع أمريكي: المبعوث توماس براك يجدد دعمه للحكومة السورية رغم دعوات المحاسبة وانتقاد التدخل الإسرائيلي

في تحول لافت، جدد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، دعمه للحكومة السورية، وذلك بعد تصريحات سابقة له طالب فيها بمحاسبة الحكومة على خلفية أحداث السويداء، مع انتقاده للتدخل الإسرائيلي في الشأن السوري.

أوضح براك في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن الحكومة السورية لم يكن أمامها خيار آخر لتوحيد البلاد، مستنكرًا في الوقت نفسه أعمال “القتل والانتقام والمجازر من الجانبين” التي وصفها بأنها “أمر لا يطاق”. وأضاف أن الحكومة الحالية في سوريا، من وجهة نظره، تصرفت “بأفضل ما في وسعها” كحكومة ناشئة ذات موارد محدودة، في سبيل معالجة القضايا المتعددة التي تواجهها في محاولة لجمع مجتمع متنوع.

في المقابل، رأى براك أن السلطات السورية “بحاجة إلى تحمل المسؤولية” عن الانتهاكات، واصفًا التدخل الإسرائيلي بأنه جاء في توقيت سيئ، مما أدى إلى تعقيد الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتأتي هذه التصريحات على خلاف ما صرح به براك في مؤتمر صحفي سابق، حيث أكد على أن “هناك حكومة سورية موجودة يجب أن تحاسب، وأن تتحمل مسؤولياتها”.

كما أشار إلى أن “الأقليات والعشائر كانوا يعيشون حياتهم سابقًا في سوريا بحالة من الفوضى في ظل الحكومة السابقة، وعندما كانوا يتعرضون لحادث ما كانوا يلجؤون إلى عشائرهم وعائلاتهم وأفرادهم”. ووصف ما حدث مع العشائر والأقليات مؤخرًا بـ”الأمر المرعب وغير القابل للتفكير به أو تصديقه”، معربًا عن أمله في إيجاد حل سريع لهذه المسائل.

وفيما يتعلق بالضربات الإسرائيلية على سوريا، تحديدًا خلال أحداث السويداء، أوضح براك أن واشنطن لم تطلب من تل أبيب ذلك، ولم تشارك في هذا القرار. واعتبر أن التدخل الإسرائيلي في سوريا “يخلق فصلًا آخر مربكًا للغاية” و”يأتي في وقت سيئ للغاية”، مضيفًا أن إسرائيل تفضل رؤية سوريا مجزأة ومنقسمة بدلًا من وجود دولة مركزية قوية تسيطر على البلاد. وكشف عن وجود محادثات بين سوريا وإسرائيل حول المسائل الأمنية، في حين كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تدفع الطرفين نحو التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية.

يُذكر أن الأزمة الأمنية والإنسانية لا تزال مستمرة، في أعقاب أعمال العنف والانتهاكات التي ارتكبتها كل من الحكومة ومسلحين يتبعون للعشائر وفصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري. وكانت الأحداث قد بدأت إثر عمليات خطف متبادل بين عشائر البدو في السويداء وفصائل محلية ذات طابع درزي، تبعها تدخل الحكومة السورية، والذي قوبل بمقاومة وقصف من إسرائيل، مما زاد من تعقيد الوضع.

من جهته، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن “الهجمات الإسرائيلية على أهداف للحكومة السورية في السويداء ودمشق كانت السبيل الوحيد لوقف ما وصفه بـ”مذبحة الدروز في سوريا”. وأضاف أن “الذين ينتقدون الهجمات لا يعرفون الحقائق”.

في المقابل، طالب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عبر منصة “إكس”، سلطة دمشق بإنهاء كارثة الجنوب السوري، إذا أرادت الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية خالية من تنظيم “الدولة الإسلامية” والسيطرة الإيرانية، وذلك عبر استخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم “الدولة”، وأي جهاديين “عنيفين” آخرين، من دخول المنطقة وارتكاب المجازر.

يذكر أن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثّقت مقتل ما لا يقلّ عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين 13 و21 تموز الحالي.

مشاركة المقال: