الأحد, 20 يوليو 2025 10:40 AM

صرخات الجوع تزلزل غزة المحاصرة: هاشتاج يتصدر المشهد وتضامن عالمي متزايد

صرخات الجوع تزلزل غزة المحاصرة: هاشتاج يتصدر المشهد وتضامن عالمي متزايد

تصاعدت حدة التفاعل مع وسم "#غزة_تموت_جوعاً" على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، حيث أطلق فلسطينيون من داخل القطاع المحاصر نداءات استغاثة توثق تفشي الجوع بين المدنيين، في ظل استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي.

ضجت منصات مثل "إكس" و"فيسبوك" و"إنستغرام" بمنشورات مؤثرة وصور تظهر معاناة الأطفال والنساء والشيوخ من الجوع الشديد، وسط الدمار الهائل. وتتزايد المطالبات من داخل غزة وخارجها بالتدخل الفوري لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الغذائية.

يواجه الفلسطينيون اليوم صعوبة بالغة في توفير أبسط مقومات الحياة، حيث فقد معظمهم القدرة على الحصول على الدقيق اللازم لصناعة الخبز، في حين تشهد الأسعار ارتفاعاً كبيراً في السوق السوداء، ما يجعل الحصول عليه أمراً مستحيلاً.

منذ 2 مارس/آذار 2025، تفرض إسرائيل إغلاقاً كاملاً على المعابر المؤدية إلى القطاع، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة المجاعة.

أطفال على حافة الهلاك

انتشر مقطع فيديو لطفلة تبكي أمام أنقاض منزل مدمر، قائلة: "يكفي الحديث عن الصبر، نحن بشر، نحن جوعى ونشتاق للخبز والحياة".

وفي مقطع آخر، يسأل مصور طفلاً مصاباً عن حاله في المستشفى، فيجيب الطفل والدموع في عينيه: "جوعان".

تداول نشطاء صوراً لأطفال يعانون من الهزال الشديد، وشيوخ غير قادرين على الوقوف بسبب الضعف. وتصف سيدة معاناتها أمام "تكية" (جمعية خيرية)، قائلة: "اختنقنا من التنقل من تكية إلى أخرى، نبحث عن لقمة خبز ولا نجد ما نأكله، ما هو ذنبنا؟!".

صرخات من داخل غزة

كتب الصحفي الفلسطيني أنس الشريف على منصة إكس: "لا صوت يعلو الآن فوق صوت البطون الخاوية، ولا حديث يسبق صرخة الجوع في شوارع غزة"، مضيفاً: "الجوع أوجع الكبير قبل الصغير".

وكتب المحامي يحيى سهيل على صفحته في فيسبوك: "أنا أبكي على وضع الناس قبل وضعي، جوعانين يا عالم". وأضاف: "الجوع ينهش الأرواح قبل الأجساد.. ما أصعب شعور العجز والجوع والخذلان والقهر".

أشار المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، في منشور على تلغرام، إلى أن "الطعام في غزة لم يعد حقاً، بل أمنية مؤجلة، تتكرر كل ليلة على شفاه الأمهات، وترتسم في عيون الأطفال الذين ينامون جياعا يحتضنون الهواء بدل الحليب، ويحلمون برغيف خبز كما لو أنه كنز مفقود".

وأضاف البرش أن الخبز بات "عملة نادرة في غزة"، وأن حليب الأطفال المفقود ليس غذاء لهم فقط، بل "وعد بالحياة أجهضه الحصار وصار حلما مستحيلا في فم طفل يحتضر على سرير الطوارئ".

تجسيد الجوع بالريشة

عبر رسام الكاريكاتير كامل شرف عن الوضع المأساوي برسم خريطة لقطاع غزة على شكل وعاء فارغ من الطعام، في إشارة إلى نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي.

تجاوز التفاعل مع القضية حدود غزة، حيث شارك نشطاء من مختلف الدول العربية والغربية في استخدام الوسم، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى الفلسطينيين المحاصرين، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة من "احتمال تعرض مئات المجوّعين الفلسطينيين للموت، عقب تدفق أعداد غير مسبوقة إلى المستشفيات بحالتي إعياء وإجهاد شديدين".

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 طفلا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأن عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع إلى 620 شخصا.

وأشار إلى أن 650 ألف طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء، وأن نحو 60 ألف سيدة حامل يواجهن خطرا حقيقيا جراء انعدام الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

أسفرت الحرب، بدعم أمريكي، عن استشهاد وجرح أكثر من 199 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وفقدان ما يزيد على 9 آلاف شخص، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مشاركة المقال: