الأحد, 20 يوليو 2025 12:29 AM

السويداء: تجدد الاشتباكات وارتفاع الضحايا بالتزامن مع دخول قوات الأمن

السويداء: تجدد الاشتباكات وارتفاع الضحايا بالتزامن مع دخول قوات الأمن

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتجدد الاشتباكات في الأحياء الغربية لمدينة السويداء، اليوم السبت، بين مسلحين من أبناء العشائر ومقاتلين محليين من الطائفة الدرزية، وذلك بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية دولية.

يأتي هذا التصعيد في وقت بدأت فيه قوات تابعة للأمن العام بالوصول إلى محيط مدينة السويداء، لتنفيذ بنود الاتفاق الذي يهدف إلى خفض التصعيد وضبط خطوط التماس.

وفي سياق متصل، أكد مصدر في وزارة الإعلام السورية أن قوات وزارة الداخلية والأمن بدأت الانتشار في السويداء لإنفاذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار، تمهيداً لاستعادة الاستقرار والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين.

وأضاف المصدر أنه تم تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات اللازمة وتوفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية، بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز التهدئة في إطار تطبيق المرحلة الثانية من تفاهمات وقف إطلاق النار مع الوسطاء.

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة، بعد تثبيت التهدئة، ستبدأ بتفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم، بما يتماشى مع التوافقات التي جرى التوصل إليها سابقاً، لضمان سيادة القانون تحت مظلة الدولة.

وينص أحد أبرز بنود الاتفاق على نشر حواجز للأمن العام خارج الحدود الإدارية للمحافظة، بهدف منع تسلل أي مجموعات مسلحة إلى داخل السويداء.

ووفقاً لمصادر المرصد، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 940 قتيلاً منذ اندلاع المواجهات قبل سبعة أيام، غالبيتهم من المدنيين، وسط مخاوف من انهيار كامل للهدنة وعودة الاشتباكات على نطاق أوسع.

كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تصعيداً خطيراً نفذته مجموعات مسلحة من عشائر البدو في ريف السويداء، تمثل بهجوم مسلح استهدف قرية كفر اللحف من الجهة الغربية، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي.

وفي سياق متصل، تعرضت قرية أم الزيتون لقصف من قبل قوات العشائر انطلاقاً من مواقعها في المدينة الصناعية، ما أدى إلى أضرار مادية في ممتلكات المدنيين دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

ووثّق المرصد أيضاً قيام مسلحي البدو بتنفيذ عمليات "تعفيش" وسرقة في قرية السويمري، حيث جرى نهب محتويات عدد من المنازل.

وخلال ساعات الصباح، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توترات محدودة تسود مدينة السويداء في ظل هدوء حذر، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت خلال الساعات الماضية بين مجموعات مسلّحة ومقاتلين محليين.

وتمكن المقاتلون المحليون من قتل أحد المهاجمين على الأقل واعتقال عدد آخر، في حين لا تزال عمليات التمشيط جارية لملاحقة من تبقى منهم داخل المدينة.

وتشير المعلومات إلى العثور على بطاقات شخصية صادرة عن وزارة الدفاع في جيوب عدد من المهاجمين، إضافة إلى راية تحمل شعار "إدارة العمليات العسكرية"، الأمر الذي يثير تساؤلات حول هوية المهاجمين وخلفياتهم.

وأفادت المصادر بأن المهاجمين أطلقوا النار بشكل عشوائي ونشروا قناصة في مناطق متفرقة من المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين، وسط حالة من القلق من تدهور الوضع الأمني.

كما حصل المرصد السوري على شريط مصوّر يظهر مجموعة مسلحة ترتدي زيّ عناصر أمن وهي تعتدي على مواطنين اثنين وتقوم بإهانتهما قبل اختطافهما، ما أثار حالة من الغضب والاستنكار في أوساط السكان.

وقُتل صباح اليوم شيخ من أبناء الطائفة الدرزية برصاص المجموعة المسلحة ذاتها، بحسب ما أكدته مصادر محلية للمرصد.

وأكدت حركة رجال الكرامة أن "المجموعات الإرهابية المدعومة من الحكومة" لا تزال تهاجم القرى والمدن في محافظة السويداء، مستهدفة المدنيين الآمنين، ومحترقة ممتلكاتهم، ومرتكبة انتهاكات فظيعة على مرأى العالم.

وأوضحت الحركة في تصريح صحفي أن مقاومة الغزاة الإرهابيين واجب وطني وأخلاقي، مشددة على استمرار نزف الشهداء من مختلف محاور المواجهة دفاعاً عن المحافظة.

كما أكدت الحركة أن الإرهابيين، بدعم واضح من الحكومة وتسهيلها، يخرقون جميع الاتفاقات والمعاهدات، مستفيدين من تغطية إعلامية متواطئة.

مشاركة المقال: