أكد الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم السبت أن الحكومة تلقت دعوات دولية للتدخل وفرض الأمن والاستقرار في البلاد، وذلك على خلفية التوترات الأمنية المتصاعدة في محافظة السويداء.
وأوضح "الشرع" في تصريحات متلفزة أن التدخل الإسرائيلي الأخير "أعاد توتر الأحداث ودفع البلاد إلى مرحلة خطيرة"، مشيراً إلى أن الأوضاع في السويداء "كادت تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة".
وشدد على أن الدولة السورية "وحدها القادرة على الحفاظ على هيبتها وسيادتها في كافة الأراضي السورية"، محذراً من استغلال الأحداث الراهنة لإضعاف دور الدولة ومؤسساتها.
وثمّن الشرع ما وصفه بـ"الدور الإيجابي" للولايات المتحدة الأميركية، قائلاً إن واشنطن أكدت "وقوفها إلى جانب سوريا ووحدتها"، في إشارة إلى مواقف صدرت عن الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة.
وتابع قائلاً: "لا يجوز أن نحاكم الطائفة الدرزية الكريمة بأكملها على أفعال قلة قليلة"، موضحاً أنه "بعد خروج الدولة من بعض المناطق، بدأت مجموعات مسلحة بشن هجمات انتقامية ضد البدو وعائلاتهم".
وأعلن الرئيس السوري التبرؤ من كافة المجازر والتجاوزات التي وقعت في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن الحكومة "تلقّت دعوات دولية للتدخل من جديد لوقف ما يجري وفرض الاستقرار في البلاد".
ودعا "الشرع" أبناء العشائر والطائفة الدرزية إلى "الوقوف صفاً واحداً في هذا الظرف الحساس"، مؤكداً أن "سوريا ليست ميداناً لمشاريع الانفصال"، وشدد على "ضرورة التصدي بحزم لكل من يسعى لإذكاء نار الطائفية".
كما شدد على أن "قوة الدولة تكمن في تماسك شعبها"، داعياً إلى "تحقيق العدالة للجميع". وأشار إلى أن "المصالح الضيقة لبعض الأطراف في السويداء ساهمت في حرف البوصلة عن مسارها الصحيح".
وبدأت قوات الأمن الداخلي السوري، صباح اليوم السبت، بالانتشار ضمن الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، تنفيذاً لقرار رئاسة الجمهورية القاضي بوقف شامل وفوري لإطلاق النار، في أعقاب اشتباكات عنيفة شهدتها المحافظة بين فصائل درزية ومجموعات من أبناء العشائر.
من جهتها، أعلنت العشائر السورية التزامها الكامل بقرار الرئاسة، وعبّرت في بيان رسمي عن تمسكها بوحدة البلاد ورفضها للفتنة.
وقال بيان العشائر: "لقد كان أبناء العشائر على الدوام أهل سلم ووطنية، لم يسعوا إلى الحرب، ولم يكونوا دعاة قتال، لكن حين فُرض علينا القتال، لم يكن خياراً بل ضرورة دفاعاً مشروعاً عن النفس والكرامة، في وجه الاعتداء الذي طال أهلنا وديارنا".
وأضاف البيان: "استجابة لقرار رئاسة الجمهورية، وانطلاقاً من حرصنا على حقن الدماء ورفضنا الدائم لمنطق الفتنة والاقتتال، نعلن وقفاً فورياً وشاملاً لكافة الأعمال العسكرية، مع التزام تام من طرفنا بذلك".
وطالب البيان بالإفراج عن "جميع المحتجزين من أبناء العشائر دون أي تأخير، كخطوة أولى لبناء الثقة"، إضافة إلى "تأمين العودة الآمنة لجميع النازحين إلى منازلهم وقراهم دون استثناء أو شروط".
ودعا وجهاء العشائر إلى "فتح قنوات للحوار والتنسيق بما يضمن عدم تكرار ما حدث، والسير نحو استقرار دائم في المنطقة".
وختم البيان بتوجيه التحية لمن وصفهم بـ"أبناء النخوة والواجب من مختلف المناطق السورية"، والترحم على "شهدائنا الذين سطروا ملاحم البطولة دفاعاً عن الأرض والعِرض". زمان الوصل