يستذكر الدروز وجزء من السوريين ذكرى سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925، وذلك بالتزامن مع الاشتباكات التي تشهدها محافظة السويداء جنوبي سوريا. وقد استذكره أيضاً وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، خلال حديثه عن الأوضاع في المحافظة.
ولد سلطان الأطرش عام 1888 في بلدة القريّا بمحافظة السويداء. تلقى تدريباً على الفروسية والرماية والصيد وفنون القتال على يد والده ذوقان. تعلم القراءة والكتابة على أيدي معلمين وفي الكتّاب، وواصل تعليمه بالمطالعة الذاتية.
عاصر حملة سامي باشا الفاروقي وشارك مع والده في مواجهة الجيش التركي في الأول من تشرين الأول عام 1910 في قرية الكفر. أعدم الأتراك والده وعدداً من زعماء الجبل الذين واجهوا الوجود التركي في 5 آذار عام 1911، مما ترك أثراً كبيراً في نفسه.
في أواخر عام 1910، سيق إلى الجندية في منطقة البلقان، وعاد إلى بلدته عام 1912. استجاب لنداء الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين، وشكّل مجموعة وقاد معركة “تلال المانع” ضد الأتراك على مشارف دمشق. دخل دمشق من جهة حي الميدان في 29-30 أيلول عام 1918 ورفع العلم العربي فوق دار الحكومة، وكان أول علم عربي يرفرف في سماء دمشق بعد انهيار السلطنة العثمانية.
عندما وصل الأمير فيصل إلى دمشق في 2 تشرين الأول عام 1918، منحه لقب باشا، وهي رتبة عسكرية كان قد رفضها سابقاً من الأتراك ووضعها على رقبة كلبه تعبيراً عن احتقاره لرتبة تأتيه من المستعمِر.
بعد مواجهته للعثمانيين، استمر النزاع بين سلطان باشا والفرنسيين، ولم يفوّت فرصة للتعبير عن رفضه لوجودهم في سوريا. عندما لجأ أدهم خنجر، المتهم بمحاولة اغتيال الجنرال غورو، إلى سلطان باشا الأطرش في القريّا، اعتقلته السلطات الفرنسية. طالب سلطان باشا بإطلاق سراح ضيفه، ولكن طلبه قوبل بالرفض، فهاجم الفرنسيين بالسلاح في معركة “تل الحديد”، وكانت هذه ثورته الأولى التي استمرت تسعة أشهر عام 1922 رفضاً للاستعمار.
حكم عليه الفرنسيون بالإعدام وهدموا بيته في القريّا قصفاً بالطائرات. ولما عجزوا عن القبض عليه، فاوضوه خشية انتشار التمرد، فأصدروا عفواً عنه وعن جماعته. لكنه لم يتنازل عن مطالبه، وعلى رأسها الجلاء التام عن سوريا.
قاد الثورة السورية الكبرى عام 1925 وخاض معارك ضد الفرنسيين. وبعد إعلان الثورة، أصدر بيانه التاريخي الذي توّجه بشعار “الدين لله والوطن للجميع”.
نتيجة لتضييق الخناق من قبل الفرنسيين، اضطر الثوار إلى النزوح إلى الأزرق في إمارة شرق الأردن. ولم يسمح لهم الإنكليز بالإقامة طويلاً، فنزح سلطان الأطرش وجماعته إلى وادي السرحان والنبك في شمال المملكة العربية السعودية، ثم إلى الكرك في الأردن. رفض تسليم سلاحه إلى الفرنسيين وحُكم عليه بالإعدام.
عاد سلطان الأطرش ورفاقه إلى سوريا بعد المعاهدة السورية الفرنسية سنة 1936، وأصدرت فرنسا عفواً شاملاً. استُقبل سلطان باشا ورفاقه في دمشق في 18 أيار سنة 1937 باحتفالات شعبية تاريخية.
توفي سلطان باشا الأطرش في 26 آذار 1982.
المصدر: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية.