الجمعة, 18 يوليو 2025 02:26 AM

الرئيس الشرع يعلق على أحداث السويداء والغارات الإسرائيلية: لن نخشى الحرب وسنحمي الوطن

الرئيس الشرع يعلق على أحداث السويداء والغارات الإسرائيلية: لن نخشى الحرب وسنحمي الوطن

في كلمة متلفزة فجر اليوم، علّق رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على الأحداث الأخيرة في السويداء والاستهدافات الإسرائيلية.

أكد الشرع أن "الشعب السوري يخوض اليوم معركة وطنية لحماية وحدة البلاد وصمودها في وجه محاولات الكيان الإسرائيلي لزعزعة استقرار سوريا وزرع الفتن بين أبنائها".

وأضاف أن "الكيان الإسرائيلي، الذي عودنا على استهداف استقرارنا وإثارة الفتن منذ إسقاط النظام البائد، يسعى مجدداً لتحويل أرضنا إلى ساحة فوضى دائمة، بهدف تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على إعادة البناء والنهوض".

وأشار الرئيس الشرع إلى أن "هذا الكيان مستمر في استخدام مختلف الأساليب لزرع النزاعات، متجاهلاً أن السوريين رفضوا عبر تاريخهم الطويل كل أشكال الانفصال والتقسيم. نحن أبناء هذه الأرض والأقدر على تجاوز محاولات الكيان الإسرائيلي لتمزيقنا، وأصلب من أن تهز عزيمتنا فتن مفتعلة".

وشدد على أن "الدولة السورية هي دولة الجميع، وهي كرامة الوطن وعزته، وحلم كل سوري في أن يرى وطنه يعيد بناء نفسه من جديد من خلال هذه الدولة. يجب أن نتحد جميعاً دون تفرقة لإعادة هيبة سوريا ووضعها في مقدمة الأمم التي تعيش في أمن واستقرار".

وقال: "بناء سوريا جديدة يتطلب الالتفاف حول الدولة والالتزام بمبادئها، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار فردي أو مصلحة محدودة. نحتاج اليوم إلى أن نكون جميعاً شركاء في هذا البناء، وأن نعمل يداً بيد لتجاوز التحديات التي تواجهنا. الوحدة هي سلاحنا، والعمل الجاد هو طريقنا، وإرادتنا الصلبة هي الأساس الذي سنبني عليه هذا المستقبل الزاهر".

وأكد أن الدروز جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، مضيفاً: "سوريا لن تكون مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها. نؤكد لكم أن حماية حقوقكم وحريتكم هي من أولوياتنا، ونرفض أي مسعىً يهدف لجرّكم إلى طرف خارجي، أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا. نحن جميعاً شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة كانت أن تشوّه هذه الصورة الجميلة التي تعبّر عن سوريا وتنوعها".

وأضاف: "لقد تدخلت الدولة السورية بكل مؤسساتها وقياداتها لوقف القتال الداخلي الذي جرى في السويداء بين مجموعات مسلحة من السويداء ومناطق أخرى، إثر خلافات قديمة. وبدلاً من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع، ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن، وقادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لشهور عديدة، واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن، وارتكبوا في الأيام الأخيرة جرائم بحق المدنيين".

وتابع: "ورغم ذلك، قامت وزارتا الدفاع والداخلية بتنفيذ انتشار واسع في محافظة السويداء، في إطار جهودهم لضبط الأمن وإنهاء حالة التصعيد التي شهدتها المنطقة، وقد نجحت في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم التدخلات الإسرائيلية. وهنا لجأ الكيان الإسرائيلي إلى استهداف موسع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق".

وأوضح أنه "لولا التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول، لكنا بين خيارين؛ الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل الكرام".

وأضاف: "لسنا ممن يخشى الحرب، لكننا قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار، فكان الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناءً على المصلحة الوطنية العليا، فقررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدين أن هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرها بعيداً عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة، وإبعادها عن المصاعب السياسية والاقتصادية التي خلفها النظام البائد".

واختتم الرئيس الشرع كلمته قائلاً: "إننا حريصون على محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز، فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع دون استثناء، ونؤكد أن الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها وسلامة أهلنا، والعمل على تأمين مستقبل أبنائهم، بعيداً عن أي مخاطر قد تقوض مسار النهوض والتعافي الذي نخوضه بعد تحرير بلادنا".

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ أمس غارات استهدفت مبنى قيادة وقصر الشعب في دمشق، أسفرت عن 3 شهداء و34 إصابة، بحسب وزارة الصحة. كما يذكر أن الأحداث في السـويداء بدأت الأحد الماضي عقب حادثة سلب تعرض لها أحد الأشخاص على طريق دمشق السـويداء، وأسفرت عن مقتل 250 شخص بينهم ما لا يقل عن 21 مدنياً أعدموا ميدانياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مشاركة المقال: