الخميس, 17 يوليو 2025 08:29 AM

السويداء تحت الحصار: نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع للكهرباء وسط التوترات الأمنية

السويداء تحت الحصار: نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع للكهرباء وسط التوترات الأمنية

تعاني مدينة السويداء وقراها، منذ الأربعاء 16 من تموز، من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ يوم الثلاثاء، وذلك نتيجة للتوترات الأمنية المستمرة في المحافظة لليوم الثالث على التوالي.

أفاد زيد الأمير، أحد سكان مدينة السويداء بالقرب من دوار الباشا، في حديث لعنب بلدي، عن انقطاع الإمدادات الغذائية منذ اندلاع الاشتباكات بين الفصائل المحلية والقوات الحكومية، قائلاً: "لا يمكننا الخروج من المنزل ولا نعلم ما يحدث في الخارج". وأضاف أن المدينة تشهد انقطاعًا في التيار الكهربائي منذ أكثر من 24 ساعة، بالإضافة إلى انقطاع مياه الشرب عن الأحياء السكنية، مما اضطر الأهالي إلى التقنين في استخدام المياه المتوفرة في خزاناتهم.

وذكرت مصادر أهلية في المدينة أن المحال التجارية في عدد من قرى السويداء تعرضت لاعتداءات بالحرق والسرقة من قبل مجهولين. كما تم إغلاق الطريق الواصل بين السويداء ودمشق منذ بدء الاشتباكات بين الفصائل المحلية وفصائل البدو، مما زاد من صعوبة وصول الإمدادات الغذائية إلى المحافظة.

وصفت جانيت عصفور، من قرية أم الرمان جنوب غربي السويداء، الوضع قائلة: "لا يوجد خبز ولا مواد تموينية، ولا أحد يقدم لنا المساعدات". وأشارت إلى أنه على الرغم من أن قريتها والقرى المحيطة بها لم تشهد أي اشتباكات أو توترات أمنية، إلا أن الإمدادات الغذائية والتموينية توقفت منذ ثلاثة أيام. وأضافت: "لا نرى الكهرباء والماء، والاتصالات مقطوعة"، مشيرة إلى أنها لا تستطيع التواصل مع أقاربها في دمشق بسبب سوء الاتصالات في القرية.

وأكدت مصادر أهلية لعنب بلدي أن ضعف الاتصالات والإنترنت لا يقتصر على قرية أم الرمان، بل يشمل جميع أحياء السويداء.

من جانبه، صرح مدير صحة السويداء، أسامة قندلفت، لعنب بلدي، بأن الكوادر الطبية والمصابين في المستشفى الوطني بالسويداء يعانون من نقص في إمدادات الطعام والمستلزمات الطبية، بسبب صعوبة الوصول وانقطاع الطريق المؤدي إلى المستشفى. وأشار إلى أن المستشفى الوطني تعرض اليوم لخمس قذائف ورشقات بالرصاص، مما أدى إلى خروج قسم الإسعاف عن الخدمة وسط وضع طبي "كارثي". وأضاف أن القذائف أدت إلى ضرب خزانات المياه، مما تسبب في إغراق قسم الإسعاف بالمياه، وبالتالي تحويل الجرحى إلى بهو المستشفى.

وأفادت مصادر طبية بوصول 250 جريحًا و100 قتيل من المدنيين والعسكريين إلى المستشفى الوطني في السويداء، وناشدت مديرية الصحة في السويداء وزارة الصحة والمنظمات المحلية والدولية بالتدخل دون تلقي أي استجابة.

وصول محدود لفرق الإغاثة

أفاد المكتب الإعلامي للدفاع المدني التابع لوزارة الطوارئ والكوارث، عنب بلدي، بأن فرق الطوارئ تستجيب لنداءات الاستغاثة في محافظة السويداء، بالإضافة إلى إخماد الحرائق والإسعاف والإجلاء، وذلك في إطار القدرة على الوصول للنداءات والاستجابة بما يتوافق مع مبادئ العمل الإنساني وسلامة الفرق. ويقتصر وصول فرق الطوارئ لأحياء مدينة السويداء والريف الغربي من المحافظة، بحسب الدفاع المدني.

أجلت فرق الدفاع المدني السوري نحو 30 عائلة، بناء على طلبهم من مدينة السويداء وبلدة المزرعة ومن قريبة لبين إلى مناطق أخرى حددتها العائلات. وأخمدت فرق الإطفاء حرائق في منزل وروضة ومحال تجارية وأرضٍ زراعية في بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي.

وقال المنسق الميداني بوحدة التواصل والإعلام في الهلال الأحمر السوري، محمد سعيد، إن فرق الهلال الأحمر مستمرة في تقديم خدماتها بما فيها الإسعافية في محافظة السويداء. وأوضح سعيد أن تقديم الخدمات الإسعافية مرهونة بالوصول الآمن للمتطوعين وكوادر الهلال الأحمر.

ولم تحصل عنب بلدي على إجابات من الدفاع المدني والهلال الأحمر، لتوضيح دورهما بتأمين إمدادات غذائية وطبية للمدنيين في القرى والمدينة.

أصل التوتر

بدأ التوتر، الذي سبقه احتقان مستمر على مدار الأشهر السابقة، بحادثة اختطاف أحد أبناء مدينة السويداء على طريق دمشق، وسرقة بضاعته وأمواله. أدت الحادثة إلى استنفار فصائل محلية ومجموعات من البدو غرب السويداء، تخلله خطف متبادل واشتباكات. تدخلت قوات وزارة الداخلية ووزارة الدفاع وقالت إن ذلك لفض الاشتباك بين الجانبين وفرض سيطرة الدولة، لكن مدينة السويداء شهدت انتهاكات من قبل مجموعات مرافقة لقوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع.

وذكرت شبكة "الراصد" المحلية، أن هذه المجموعات اقتحمت مضافة آل رضوان في مدينة السويداء، ما أدى إلى مقتل 15 من المدنيين، كحصيلة أولية. وأفاد مدير شبكة الراصد، ضياء الصحناوي، عنب بلدي، أن العديد من المحال التجارية تعرضت للنهب والحرق، والاعتداء على المدنيين.

مشاركة المقال: