الاتحاد الأوروبي يقدم دعمًا لوجستيًا لسوريا لمكافحة حرائق الساحل المتفاقمة

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، الأربعاء 9 تموز، عن تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" لدعم جهود الاستجابة للحرائق في سوريا من خلال صور الأقمار الصناعية. وأوضحت البعثة، عبر حسابها على منصة "إكس"، أن الحرائق المندلعة في سوريا تسببت في نزوح آلاف الأشخاص وألحقت أضرارًا كبيرة بالخدمات الحيوية والمجتمعات الريفية، في ظل أوضاع إنسانية صعبة.

وفي السياق ذاته، صرح مصدر في وزارة الدفاع السورية لقناة "الإخبارية السورية" بأن دولًا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا واليونان وقبرص، ستشارك في عمليات إطفاء الحرائق في اللاذقية انطلاقًا من مطارات قبرص.

وتستمر الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي منذ 3 تموز، حيث يسيطر الدفاع المدني على العديد من بؤر الحرائق ويعمل على تبريدها لمنع انتشارها، بالتزامن مع إخماد البؤر المشتعلة. وبلغت مساحة الحرائق حتى الآن حوالي 14 ألف هكتار، وتسببت في نزوح آلاف السكان، في حين أكدت فرق الدفاع المدني عدم تسجيل أي إصابات بشرية.

وكانت وزارة الطوارئ والكوارث قد وجهت طلبًا للاتحاد الأوروبي في 8 تموز للمساعدة في إخماد حرائق اللاذقية، وفقًا لقناة "الإخبارية السورية". وأكد وزير الطوارئ والكوراث، رائد الصالح، أن الوزارة تواصلت مع الاتحاد الأوروبي وطلبت مساندته في إخماد حرائق ريف اللاذقية.

ما نظام “كوبرنيكوس”؟

يعرف نظام "كوبرنيكوس" بأنه برنامج متخصص في رصد حركة الأرض من الفضاء، أطلقه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قبل سنوات. وتوجد أداة "Copernicus MSI" (الأداة متعددة الأطياف) على متن سلسلة أقمار صناعية تسمى "Sentinel-2" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

تتكون "الأداة متعددة الأطياف" من مستشعر تصوير واسع النطاق وعالي الدقة ومتعدد الأطياف يدعم دراسات "كوبرنيكوس" لرصد الأرض، ويتيح نطاقًا واسعًا من الاستخدامات، بما في ذلك مراقبة الغطاء النباتي والتربة والغطاء المائي، ومراقبة الممرات المائية الداخلية والمناطق الساحلية.

انطلقت التقنية الأوروبية للعمل عام 2012، وفقًا للموقع الرسمي لبرنامج "SentiWiki" الذي يضم مشروع "Copernicus". وتوفر التقنية معلومات جغرافية عن الغطاء الأرضي والمتغيرات المتعلقة بموضوعات مثل حالة الغطاء النباتي ودورة المياه على الأرض، كما تدعم مجموعة متنوعة من التطبيقات بما في ذلك التخطيط المكاني وإدارة الغابات وإدارة المياه والزراعة والأمن الغذائي.

ويحمل المشروع نفسه سياقًا أمنيًا، إذ تهدف خدمات "Copernicus" للتطبيقات الأمنية إلى دعم سياسات الاتحاد الأوروبي ذات الصلة في مجالات مراقبة الحدود والمراقبة البحرية ودعم العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، وفقًا للموقع الرسمي للمشروع.

وتستغل أوروبا تقنيتها في خدمات الطوارئ، إذ تهدف إلى توفير المعلومات التي تسهل الاستجابة للعديد من أنواع الكوارث أو الأزمات، بما في ذلك الكوارث الطبيعية والحوادث التكنولوجية والأزمات الإنسانية كالجفاف والمجاعات والأزمات المدنية.