باشرت مديرية الحدائق والنواعير في مجلس مدينة حماة بصيانة عاجلة لناعورتي الجسرية والمحمدية بعد تعرضهما للتخريب من قبل بعض العابثين. تقع ناعورة الجسرية عند مدخل حديقة أم الحسن، بينما تقع ناعورة المحمدية في منطقة باب النهر.
أثارت هذه الأعمال تخريبًا واستياءً واسعًا بين أهالي المدينة، الذين ناشدوا الجهات المعنية بحماية هذا الأثر الحضاري وصيانة النواعير بشكل دوري. وتشتهر حماة بلقب "أم النواعير"، ما يجعل هذه المعالم جزءًا أساسيًا من هويتها.
أوضح أديب هرموش، مدير الحدائق والنواعير، لـ«الوطن» أن المديرية قامت بفرز مراقبين إلى موقعي الناعورتين فور علمها بالحادثة، وذلك لمنع أي تعديات أخرى. وأضاف أنه تم إجراء صيانة فورية وإعادة النواعير إلى حالتها الطبيعية.
وأكد هرموش أن المديرية تتابع باستمرار حالة الحدائق والنواعير، وتعمل ضمن مبادرة «حماة تنبض من جديد» على تجميل الحدائق وصيانة النواعير، باعتبارها جزءًا من تراث حماة الحضاري. وتسعى المديرية إلى تحسين الواقع الجمالي العام في المدينة وتطويره بشكل مستمر.
من جهته، أشار المهندس المعماري مجد حجازي، الباحث في شؤون التراث، إلى أن موجة الجفاف وانقطاع جريان النهر ساهما بشكل كبير في سرعة تلف أخشاب النواعير، مما سهل الوصول إليها من قبل المخربين.
وعزا حجازي ما حدث إلى قلة وعي الشباب وجهلهم بقيمة هذا الأثر، مؤكدًا على ضرورة زيادة الوعي بأهمية النواعير كرمز وهوية سورية حموية. كما شدد على أهمية تأمين الحماية والصيانة الدائمة لهذا الأثر الحضاري، الذي تسعى الجهات المعنية إلى تسجيله على لائحة التراث الإنساني العالمي، حيث تتوفر فيه كل شروط التسجيل.
وأكد حجازي أن الجهات الرسمية متعاونة جدًا في حماية النواعير وصيانتها، حيث تم التوجيه بتعزيز الحراسة. كما باشرت مديرية الحدائق والنواعير بصيانة الأخشاب المتضررة فورًا. وأشار إلى أن هذا الأمر يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا ويتطلب ميزانيات مستمرة، نظرًا لوجود نحو 15 ناعورة في حماة لا تزال قائمة على طول مجرى نهر العاصي، الذي يقسم المدينة إلى قسمين: "الحاضر" و"السوق".
يُذكر أن هناك نحو 114 من بقايا ناعورة "حجريات" تتوزع على طول مجرى نهر العاصي المار بمحافظة حماة بطول نحو 171 كم، وذلك ابتداء من دخوله الرستن حتى خروجه من المحافظة من قرية العشارنة.
حماة ـ محمد أحمد خبازي