نالين علي – القامشلي
وسط أجواء يسودها القلق والترقب، لا يزال مصير أربعة شبان أكراد من مدينة القامشلي شمال شرق سوريا مجهولاً، وذلك بعد مرور عشرة أيام على اعتقالهم في العاصمة دمشق في أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي. وتطالب عائلات الشبان الأربعة الحكومة السورية، بالإضافة إلى المنظمات الدولية والحقوقية، بالكشف عن مصير أبنائهم الذين تم اعتقالهم في دمشق، مع غياب أي معلومات رسمية حول مكان احتجازهم أو التهم الموجهة إليهم.
يذكر أن الاتصال بالشبان قد انقطع منذ الخامس والعشرين من شهر حزيران/يونيو الفائت، ولا تزال ملابسات اختفائهم غير واضحة حتى الآن.
تفاصيل السفر والاعتقال
يقول دجوار حاج علي، والد الشاب عبد العزيز حاج علي (28 عاماً)، إن ابنه غادر القامشلي يوم الأربعاء الموافق 25 حزيران/يونيو، متوجهاً إلى دمشق برفقة زملائه للمشاركة في معرض لشركة “ألتونسا” للمواد الغذائية، حيث يعمل سائقاً منذ أربع سنوات. وأضاف في تصريح لـنورث برس: “كان ابني يخطط بعد انتهاء المعرض للاستفسار عن إمكانية تقديم مادتين دراسيتين متبقيتين له من دراسته في المعهد الزراعي، والتي تعثرت بسبب اندلاع الثورة السورية عام 2011”.
وأشار إلى أن “عبد العزيز ورفاقه وصلوا إلى دمشق صباح يوم الخميس، وبعد ساعات قليلة، وتحديداً في فترة الظهيرة، تم اعتقالهم من قبل دورية أمنية في منطقة الشعلان، وذلك بعد أن أوصلوا أحد أقاربهم إلى الطبيب، وكانوا في طريقهم إلى المعرض”.
وذكر أن المعتقلين هم: “عبد العزيز حاج علي، وديار عمر عبد السلام، ورمضان حسين، وأحمد فرحان، وهو طالب جامعي من مدينة ديرك/المالكية ومقيم في دمشق”. وأوضح والد عبد العزيز أن الشبان كانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة تسجيل من القامشلي، وتم توقيفهم دون توجيه أي تهم أو الكشف عن مكان احتجازهم، على الرغم من ورود معلومات تفيد بأن جهاز “الأمن العام” في منطقة الشعلان هو من قام بعملية الاعتقال.
رد الشركة وتجاهل مصيرهم
أوضح والد عبد العزيز أن الأمن العام تواصل مع مدير الشركة التي يعمل بها الشبان، وتم التأكد من أنهم موظفون رسميون، “ولكن على الرغم من ذلك، لم يتم الإفراج عنهم أو إعلامنا بمكان احتجازهم أو سبب اعتقالهم”. وقال: “كنا نظن بعد سقوط النظام السوري السابق أن الأمور ستتغير، وأننا أصبحنا أحراراً، ولكن ما يحدث اليوم يعيدنا إلى ممارسات الماضي، وربما إلى وضع أسوأ. لو كنا نعلم أن الأمور لا تزال على هذا النحو، لما سمحنا لأبنائنا بالسفر إلى دمشق”.
وبين: “إذا كانت هناك تهم بحقهم، فليتم الإعلان عنها ويتم تحويلهم إلى القضاء. أما أن يعتقلوا ويمنعوا من الاتصال بأهلهم، فهذا لا يمت بصلة إلى أي شكل من أشكال الدولة الديمقراطية”.
مناشدة للجهات الحقوقية والإعلام
اختتم دجوار حاج علي حديثه بمناشدة وجهها إلى الحكومة السورية والمنظمات الحقوقية والدولية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام، مطالباً بالكشف عن مصير الشبان الأربعة وضمان سلامتهم.
وقال: “نحن لا نطالب إلا بالعدالة واحترام حقوق الإنسان. لا نريد فتنة بين مكونات الشعب السوري، نريد فقط أن نعرف أين هم أبناؤنا ولماذا تم اعتقالهم، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم ما لم تكن هناك أسباب قانونية واضحة”.
وكان حزب الاتحاد الديمقراطي قد أعرب في وقت سابق عن قلقه من “تصعيد أمني خطير” تشهده العاصمة السورية دمشق، وخاصة في الأحياء الكردية، مثل ركن الدين ووادي المشاريع، حيث طالت الاعتقالات عدداً من النشطاء والسياسيين الكرد.
تحرير: عبد السلام خوجة