الجمعة, 4 يوليو 2025 11:02 AM

سوريا تكشف عن هويتها البصرية الجديدة: العقاب الذهبي رمزاً لعصر جديد

سوريا تكشف عن هويتها البصرية الجديدة: العقاب الذهبي رمزاً لعصر جديد

دمشق – سانا: أطلقت سوريا اليوم هويتها البصرية الجديدة، والتي يتصدرها العقاب الذهبي السوري كشعار محدث للبلاد. يهدف التصميم الجديد إلى تجسيد معاني عصرية مع استحضار الماضي، للدلالة على استعادة الدولة، والنظر إلى المستقبل بمنظور يراعي التغيرات الراهنة.

رمز العقاب الذهبي السوري: بين الماضي والحاضر

في التاريخ الإسلامي، ارتبط العقاب بفتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد للشام، في معركة "ثنية العقاب". وفي تاريخ سوريا الحديث، يمثل "العقاب الذهبي السوري" امتداداً لما أسسه الآباء المؤسسون عام 1945، والذي جسده المصمم والفنان التشكيلي السوري خالد العسلي، ليكون شعاراً للجمهورية العربية السورية.

بين العقاب القديم والجديد: ما الذي تغير؟

مثلت ثورة عام 2011 بداية انخراط حقيقي للشعب السوري في السياسة منذ خمسة عقود، وقد دفع السوريون ثمناً باهظاً من الشهداء والمهجرين والمعتقلين والجرحى على مدى أربعة عشر عاماً. كان من الضروري إعادة تعريف علاقة الدولة بالشعب بطريقة جديدة، وهو ما عبر عنه السيد الرئيس أحمد الشرع بقوله: "حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له".

رمزية تحرر النجوم الثلاث

يهدف التصميم الجديد إلى إنهاء الصهر القسري بين الدولة والشعب، وإعادة ترتيب علاقتهما بما يتماشى مع الحاضر وتطلعات المستقبل. وقد تحررت النجوم الثلاث التي تختصر العلم شكلاً والشعب مضموناً، لتأخذ موقعاً يعلو العقاب، الذي يمثل الدولة، بعد تحريره من صفته القتالية "الترس".

هذا الشعب، الذي يعانق في طموحاته نجوم السماء، تحرسه دولة تذود عنه وتؤمن له كل ما يحتاج ليصعد في دوره التاريخي. وبنجاته المتوقعة، يؤمن هذا الشعب للدولة إشعاعها ونهضتها، ويحميها عند أي خطر. إذ تعتلي النجوم رأس العقاب وتحيط به.

وحدة الأرض ووحدة الهوية السورية

ينسدل ذيل العقاب بخمس ريش، تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى: الشمالية، الشرقية، الغربية، الجنوبية، والوسطى، في تجسيد لوحدة سوريا. أما أجنحة العقاب، فهي في حالة اتزان، وليست في هيئة الهجوم أو الدفاع:

  • يتكون كل جناح من سبع ريش، ليكون المجموع أربع عشرة ريشة تمثل محافظات سوريا مجتمعة.
  • تؤكد هذه التوزيعة الرمزية والمتناظرة أهمية كل محافظة سورية ودورها في استقرار الدولة.
  • بات شعار سوريا الجديد عقداً سياسياً بصرياً، يربط وحدة الأرض بوحدة القرار.

سوريا: من الدولة الأمنية إلى الدولة الحارسة

تركز الدولة الجديدة على التعليم والصحة وتوفير البنية التحتية والتشريعات اللازمة لنهضة اقتصادية بالاعتماد على الطاقات الكامنة للشعب السوري، مما يرسخ مفهوم "الدولة الحارسة" التي تحمي الشعب وتوفر له شروط النهضة والازدهار، خلافاً لـ "الدولة الأمنية" التي كانت تتربع على عرش القمع والفساد والإجرام في عهد النظام البائد.

الرسائل الخمس التي يحملها الشعار الجديد

  1. الاستمرارية التاريخية: العقاب هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.
  2. تمثيل الدولة الجديدة: العقاب هو سوريا الجديدة، دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها.
  3. تحرر الشعب وتمكينه: تحرر النجوم هو تحرر الشعب.
  4. وحدة الأراضي السورية: يشير ذيل العقاب، المكون من خمس ريش، إلى المناطق الجغرافية، التي لا تفاضل بينها، ولا إقصاء، بل تكامل.
  5. عقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب.

أُنجز هذا العمل بجهود سورية أصيلة، ربطت بين التاريخ والفن والإرث الثقافي والحضاري الذي رسم هوية الإنسان السوري وشخصه لعقود طويلة. طُورت الهوية البصرية بما يتلاءم مع تطلعات السوريين وقيمهم العليا، التي كانت أساس الثورة السورية المباركة، وحافظ السوريون عليها حتى تاريخ اليوم.

مشاركة المقال: