أخبار سوريا والعالم/ لم تكن الرواية الرسمية للتفجير الذي وقع في منطقة المزة في 24 حزيران الماضي مقنعة، خاصة وأن المنطقة تعتبر حساسة وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. وبالإشارة إلى تقرير سابق نشرته صحيفة «الديار» بعنوان «تفجير المزة.. الغموض يزيد من تعقيد المشهد السوري»، والذي تضمن ثلاث روايات متضاربة، فقد تبين أن وسائل إعلام «إسرائيلية» كشفت جزءاً من الغموض بعد ستة أيام من الحادث.
نشر موقع «i24 NEWS» العبري تقريراً في 30 حزيران، استند فيه إلى «مصادر سورية»، ذكر فيه أن الشخصية المستهدفة في المزة هي حسين السلامة، رئيس الإستخبارات السورية، وأنه لم يقتل بل نقل إلى مشفى الشامي. هذا الكشف أثار تساؤلات حول دوافع تل أبيب لاستهداف شخصية بهذا الحجم، وسبب تسريب الخبر ونسبته إلى «مصادر سورية»، وما الذي أراد التقرير قوله.
لفهم دوافع هذا الاستهداف، يمكن النظر إلى السيرة الذاتية لحسين السلامة، رئيس الإستخبارات السورية، والتي تشكلت في ظل مناخات معينة أثرت على رؤاه ومواقفه تجاه الملفات الشائكة.
حسين عبد الله السلامة، من مواليد دير الزور 1984، ينتمي إلى عشيرة «العكيدات». منذ عام 2020، شهدت هذه العشيرة صدامات مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، بسبب اتهامات لـ«قسد» بانتهاج سياسات «قمعية» و«تهميش العنصر العربي» و«تغيير المناهج الدراسية»، بالإضافة إلى الخلافات حول «عوائد النفط». كما انخرط السلامة مبكراً في الثورة السورية وانضم إلى «جبهة النصرة»، ثم أصبح قيادياً عسكرياً بارزاً في «هيئة تحرير الشام» بعد انفكاكها عن «تنظيم القاعدة» عام 2016.
بعد ذلك، كُلف السلامة بإدارة ملف المحافظات الشرقية، لكنه استقال ليعود إلى العمل العسكري. قبِل الرئيس الشرع استقالته وعينه رئيساً للإستخبارات السورية، نظراً لخلفيته التي تتيح وضع طرف «صلب» في مواجهة «طموحات» قسد. تشير تقارير إلى أن السلامة ترأس لجنة للتفاوض مع «قسد» لتثبيت «تفاهم 10 آذار» الموقع بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي، لكنه لم يكن راضياً عن تلك المفاوضات.
استهداف تل أبيب لحسين السلامة يهدف إلى إزالة «عقبة» من أمام التفاوض بين دمشق والقامشلي، ورسالة مفادها أن هذا النوع من «العقبات» غير «مستساغ» إسرائيلياً. والأهم أن تل أبيب لا تولي اهتماماً كبيراً بالتداعيات الخطيرة على مسار «التطبيع» مع حكومة دمشق، بل تريد القول بأنها هي من يتحكم بقواعد استعادة البلاد لوحدتها.