استضاف المركز الثقافي في العدوي بدمشق محاضرة قيمة بعنوان: "توظيف التراث في التربية"، ألقتها الدكتورة والباحثة نجلاء الخضراء. تناولت المحاضرة أفكاراً حول تعزيز المناهج الدراسية بالعناصر التراثية، بالإضافة إلى كيفية استثمار العطلة الصيفية لتعريف الجيل الجديد بالتراث وطرق نقله إليهم.
كما تحدثت الدكتورة الخضراء عن أهمية الحكاية الشعبية وما تحمله من حكمة ونقد لموضوع معين، أو صراع بين الخير والشر. وأشارت إلى أن الحكاية الشعبية تعتبر وسيلة لنقل أفكار الإنسان ومعتقداته ومعاناته وفلسفته النضالية في قالب من التسلية والتشويق، وذلك بعد أن تناقلتها الأجيال شفهياً دون معرفة مصدرها، كونها الأقدر على تمثيل جانب من الحياة والتعبير عن طموحات الشعوب وآمالها.
وأوضحت الخضراء أن الأغنية الشعبية تعتبر جزءاً من التراث الشعبي القديم، وتحمل رؤى وأفكاراً ظلت راسخة في الذاكرة. فالأغنية الشعبية كانت نمطاً من أنماط التعبير الشعبي، واستطاعت أن تنقل معاناة العصر وواقع الشعب. وتنقسم الأغاني الشعبية، حسب المهمة التي تؤديها، إلى أغاني العمل وأغاني المناسبات الاجتماعية والمواويل. وبأقسامها وتنوعاتها، استطاعت الأغنية الشعبية أن ترتبط بحياة الإنسان القديم وأن ترافقه في البراري والوديان والجبال، وهي شكل من أشكال التعبير الإنساني المتعدد الجوانب، إضافة إلى معالجتها لموضوعات بشكل جدي.
وأضافت: "تعزز ممارسة الحرف التقليدية البسيطة والفنون، كالرسم والخط والعزف على الآلات الموسيقية التراثية، الإبداع وتثير المشاعر وترتقي بإحساس الطفل وتطلق العنان للهوايات الجديدة وتحفز على الإبداع والأداء الأفضل. ونذكر منها: إعداد الولائم ورواية القصص والمسارح التراثية ومسارح الدمى والأغاني الشعبية. ويمكننا إدخال المبارزة والرماية، التي اعتبرت من أهم الرياضات في تراثنا العربي، إضافة إلى السباحة وركوب الخيل وصيد السمك وما يتبعها من صناعة الشباك وركوب القوارب."
يذكر أن نجلاء الخضراء باحثة فلسطينية سورية من مواليد المدينة المنورة عام 1974، حاصلة على إجازة من كلية التاريخ في جامعة دمشق عام 2011، وعلى شهادة الماجستير في التراث الشعبي من الجامعة نفسها عام 2018، وعلى شهادة الدكتوراه في التراث الشعبي عام 2021 من الجامعة المصرية الأمريكية. وهي عضو في "النادي العربي" ومستشارة في ملتقى "الإبداع الثقافي".
الوطن– مصعب أيوب