الخميس, 3 يوليو 2025 02:04 PM

اليورو في مواجهة الدولار: هل يستمر الصعود أم يبدأ التراجع؟

اليورو في مواجهة الدولار: هل يستمر الصعود أم يبدأ التراجع؟

يشرح المستشار في أسواق المال، سعود الرحبي، كيف حافظ اليورو على زخمه التصاعدي منذ بداية شهر شباط وحتى نهاية حزيران، مستفيدًا من خطط الإنفاق الطموحة للاتحاد الأوروبي. بدأت ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، هذه الخطط في أواخر عام 2024 بزيادة إنفاق قدرها 500 مليار يورو. تبع ذلك إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية في مطلع عام 2025 عن نية دول الاتحاد توسيع الإنفاق في مجالات متعددة، وعلى رأسها الدفاع والابتكار والتكنولوجيا والتحول نحو البيئة النظيفة، مع تشجيع الاستثمار في هذه القطاعات.

أثارت هذه التحركات السريعة للاتحاد الأوروبي حماس المستثمرين، مما أدى إلى تدفق السيولة نحو اليورو. السؤال المطروح هو: ما هو مصدر السيولة التي دفعت أسعار اليورو إلى الارتفاع؟ بالتزامن مع زيادة الإنفاق من قبل دول الاتحاد الأوروبي، بدأ الرئيس الأمريكي في تطبيق سياسة التعريفات الجمركية، التي اتسمت بالتقلب وعدم الوضوح، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية للفيدرالي. هذا الوضع عزز قناعة المستثمرين بأن التوجه نحو اليورو هو الخيار الأفضل، خاصة مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن توسيع الإنفاق، مما أدى إلى زيادة الطلب على اليورو وضعف ملحوظ في الدولار وتراجع في عوائد السندات الأمريكية.

هل سيستمر اليورو في قيادة صعود العملات الرئيسية؟ أظهرت آخر تقارير التزامات التجار ارتفاعًا في رهانات المستثمرين والوسطاء على صعود اليورو في المدى القصير، مما قد يشير إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى لتلامس مستوى 1.1900 – 1.20500، وهي مستويات لم يشهدها اليورو منذ شهر يونيو/حزيران من عام 2021، بشرط الحفاظ على تمركزه فوق مستوى 1.1670.

المتوسطات المتحركة تدعم هذا الاتجاه: على الإطار اليومي، يظهر استقرار الأسعار فوق المتوسط المتحرك 200 و50، مع تباعد إيجابي بين السعر والمتوسطات، مما يعتبر إشارة إلى قوة الصعود. وعلى الإطار الأسبوعي، يظهر التقاطع الذهبي (Golden Cross) بين المتوسط المتحرك 200 والمتوسط المتحرك 50، مما قد يعني استمرار هذا الصعود على المدى الطويل، مع الأخذ في الاعتبار احتمال حدوث هبوط تصحيحي.

اليورو والدولار وحالة التشبع: بالنظر إلى سلوك زوج اليورو دولار، نلاحظ حفاظ اليورو على هيكلية الاتجاه الصاعد لخمسة أشهر متتالية منذ بداية شباط وحتى نهاية حزيران، مع وجود خمسة قيعان صاعدة، مما يشير إلى أن اليورو قد وصل إلى حالة التشبع الشرائي، وأن الوقت قد حان لجني الأرباح وإغلاق المراكز الشرائية، مما يعني اقتراب اليورو من تصحيح هابط قد يصل بالأسعار إلى 1.1150 – 1.1050.

من جهة أخرى، فإن اقتراب الدولار الأمريكي من منطقة مقاومة نصف سنوية ممتدة من (96.00 إلى 95.00) يعزز فرص عودة الصعود للدولار، وقد يكون هذا عنصر جذب للسيولة الخارجة من اليورو. مؤشر الزخم RSI يدعم ذلك: على الإطارين اليومي والأسبوعي، يظهر مؤشر الزخم RSI تشبعًا شرائيًا كبيرًا، مما قد يشير إلى قرب موعد إغلاق المستثمرين لمراكزهم الشرائية والدخول في مرحلة جني الأرباح، وبالتالي حدوث تصحيح هابط للأسعار.

مشاركة المقال: