ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 44، بالإضافة إلى عدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء، نتيجة للغارات والقصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر يوم الاثنين.
يأتي هذا التصعيد في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها القطاع نتيجة العمليات الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
أفادت مصادر طبية وشهود عيان لمراسل الأناضول بأن الهجمات الإسرائيلية استهدفت منازل وخيام النازحين، وتجمعات للمواطنين، مما أدى إلى سقوط ضحايا في مدن شمال ووسط وجنوب القطاع.
في تطور لاحق، قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيا وجرح عددا كبيرا من المدنيين، بعد استهداف تجمع لمنتظري المساعدات شمال غربي قطاع غزة، في هجوم يتكرر بشكل شبه يومي.
وأشار مراسل الأناضول إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف الفلسطينيين الجوعى بالقذائف وإطلاق النار المباشر، إضافة إلى قصف الزوارق الحربية، مما أسفر عن عدد كبير من الإصابات، بعضها وصفت بالخطيرة.
وأكدت مصادر طبية نقل الضحايا والجرحى إلى مستشفيات الشفاء والمعمداني والهلال الأحمر الكويتي الميداني، نظرا لارتفاع عدد الإصابات.
وفي سياق متصل، قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين بينهم شقيقان، بعد استهداف مدرسة الهاشمية التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة، وفقا لمصدر طبي للأناضول.
من جهة أخرى، أفاد مصدر طبي في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة لمراسل الأناضول بوصول جثامين 11 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية وإطلاق نار في مناطق مختلفة من المدينة، بالإضافة إلى 7 إصابات.
وأضاف المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – أن 5 من الشهداء سقطوا في قصف طائرة إسرائيلية لمنزل لعائلة “أبو نادي” يؤوي نازحين من عائلتي “أبو عيادة” و”أبو مطر” في شارع أحمد ياسين بمنطقة الكرامة شمال غرب المدينة.
وأوضح أن شهيدا آخر سقط جراء إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي استهدف منتظري المساعدات بمنطقة السودانية غرب مدينة غزة، بينما استشهد 5 آخرون في غارات إسرائيلية استهدفت منازل في منطقتي يافا شرق المدينة وأبو شرخ في جباليا شمال القطاع.
وفي وسط قطاع غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب 35 آخرين في استهداف إسرائيلي لمنتظري المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، بينهم 16 إصابة خطيرة تم تحويلها لمستشفى شهداء الأقصى، وفق بيان صادر عن مستشفى العودة في مخيم النصيرات.
كما استشهد فلسطيني في قصف طائرة مروحية إسرائيلية استهدف منزلا لعائلة “أبو شقة” في حارة السمران بمعسكر دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لمراسل الأناضول.
وفي جنوب قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي 5 فلسطينيين بينهم طفلتان وسيدة حامل بقصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، وفق مصدر طبي.
وفي خان يونس أيضا، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح في غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين في مخيم البراق الجنوبي بمنطقة المواصي غرب المدينة.
وقال مصدر طبي في مجمع ناصر غرب خان يونس لمراسل الأناضول: “إنّ فلسطينيًا استشهد وأصيب 15 من منتظري المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي جنوبي المدينة”.
وأضاف أن 7 فلسطينيين آخرين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات توزيع تابع لـ”مؤسسة غزة الإغاثية” غربي رفح جنوبي قطاع غزة.
وحتى السبت، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء والمساعدات المعروفة بـ”الآلية الأمريكية – الإسرائيلية”، إلى 450 شهيدا فلسطينيا و3466 مصابا، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين، حسب بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي مدعومة إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة من الأمم المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
