الإثنين, 23 يونيو 2025 02:50 PM

إدانات واسعة لتفجير كنيسة دمشق ومطالبات بتحقيق فوري

إدانات واسعة لتفجير كنيسة دمشق ومطالبات بتحقيق فوري

أخبار سوريا والعالم/ أثار التفجير الذي استهدف كنيسة “مار إلياس” في دمشق مساء الأحد 22 حزيران، موجة من الإدانات على الصعيدين العربي والدولي. وقد حمّلت الحكومة السورية تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤولية هذا الهجوم.

وقع التفجير أثناء أداء الطائفة المسيحية لصلواتها الأسبوعية، بحضور ما يقارب 200 شخص، وفقًا لمراسل عنب بلدي. وأعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 20 قتيلاً و52 جريحًا.

من جهتها، اتهمت وزارة الداخلية السورية تنظيم “الدولة” بالوقوف وراء الهجوم، مشيرة إلى أن انتحاريًا قام بإطلاق النار قبل أن يفجر نفسه بواسطة حزام ناسف داخل الكنيسة. وحتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.

بيدرسون يدعو لتحقيق

أدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الهجوم بأشد العبارات، ودعا إلى إجراء تحقيق شامل واتخاذ الإجراءات اللازمة. كما طالب بيدرسون بضرورة توحيد الجهود لرفض الإرهاب والتطرف والتحريض واستهداف أي فئة في سوريا، معربًا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

أمريكا تدعم الحكومة

أدانت الولايات المتحدة الأمريكية الهجوم، وأكدت استمرار دعمها لجهود الحكومة السورية في مواجهة من يسعون إلى زعزعة الاستقرار ونشر الخوف. وقال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، في تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس”: “بالنيابة عن الرئيس الأمريكي والشعب الأمريكي، نعرب عن تعازينا للضحايا وعائلاتهم والأشخاص المتضررين من الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة”.

وأضاف باراك أن “هذه الأفعال الجبانة والمروعة لا مكان لها في النسيج الجديد للتسامح والاندماج الذي يعمل السوريون على نسجه، ونواصل دعم الحكومة السورية في مواجهتها لأولئك الذين يسعون إلى زعزعة الاستقرار ونشر الخوف في بلدهم والمنطقة بأسرها”.

لبنان

أصدرت رئاسة الحكومة اللبنانية بيانًا عقب الحادث، جاء فيه أن الرئيس سلام “يدين هذا العمل الإجرامي الدنيء الذي يستهدف سوريا دولة وشعبًا، ويهدف إلى زرع الفتنة والشرخ داخل النسيج الوطني السوري، ويؤكد تضامن الحكومة اللبنانية الكامل مع سوريا في جهودها لحفظ أمنها واستقرارها، ويُعرب عن استعداد لبنان للتعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب”.

كما أعرب سلام عن ثقته بقدرة الدولة السورية ومؤسساتها على تجاوز هذه المحن والتصدي لأي مخططات خبيثة تسعى إلى زعزعة الاستقرار أو المسّ بالوحدة الوطنية السورية. بدوره، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الهجوم، وقدم تعازيه الحارة إلى ذوي الضحايا، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، وفقًا لبيان نشرته الرئاسة اللبنانية.

ودعا عون إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذا الهجوم وتوفير الحماية لدور العبادة ولروادها، ولجميع المواطنين السوريين إلى أي طائفة انتموا، لأن وحدة الشعب السوري تبقى الأساس لمنع الفتنة ووأدها في مهدها”.

إدانات في الغرب والشرق

أدانت كل من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا، وقطر والإمارات والأردن والبحرين والعراق، الهجوم الذي استهدف الكنيسة. واعتبر العراق أن استهداف دور العبادة والمواقع الدينية يُعدّ محاولة خبيثة لضرب النسيج الاجتماعي، وجرّ المجتمعات نحو العنف الطائفي، وهو أمر يتطلب مزيدًا من اليقظة والتعاون الإقليمي والدولي لإفشال هذه المخططات.

بينما جددت فرنسا وقوفها إلى جانب الحكومة السورية في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” واستعدادها لتقديم أي دعم ضروري لها في هذا الصدد. واعتبرت إيطاليا، على لسان سفيرها في سوريا، ستيفانو رافانيان، أنه “يجب أن تنتصر حماية الحريات الدينية واحترام كرامة الإنسان على أي شكل من أشكال التعصب والعنف”.

وعبرت هذه الدول عن تعازيها لعائلات الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، وتضامنها الكامل مع الشعب السوري والحكومة السورية.

عودة لنشاط تنظيم “الدولة”

في 9 نيسان الماضي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أظهر نشاطًا متجددًا في سوريا واستعاد قوته، كما استقطب مقاتلين جددًا وزاد من عدد هجماته، وفقًا لمسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، ما يزيد خطر عدم الاستقرار في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن تنظيم “الدولة”، وإن كان بعيدًا عن قوته التي كان عليها قبل عقد من الزمان عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، فإن الخبراء يحذرون من أنه قد يجد طريقة لتحرير آلاف من مقاتليه المتمرسين المحتجزين في سجون “قسد”.

مشاركة المقال: