الخميس, 19 يونيو 2025 05:09 PM

أزمة النظافة تتفاقم في حلب: نقص العمالة وتدهور المعدات يعيقان جهود التحسين

أزمة النظافة تتفاقم في حلب: نقص العمالة وتدهور المعدات يعيقان جهود التحسين

يبدأ "أبو أحمد" يومه في محيط قلعة حلب بأدوات متهالكة، يجمع النفايات ويكدسها في أكياس مهترئة على عربته الحديدية. يعمل حوالي عشر ساعات يوميًا، ويعتمد على تبرعات أصحاب المحال لتغطية نفقاته، إذ يدفعون له أسبوعيًا نحو 30 ألف ليرة سورية مقابل ترحيل القمامة. يطالب أبو أحمد بتحسين أوضاع عمال النظافة ماديًا، فالأجور الحالية لا تتناسب مع الجهد المبذول.

يتقاضى عمال النظافة في حلب، الذين كانوا ضمن ملاك البلدية قبل سقوط النظام السوري السابق، بين 500 و600 ألف ليرة سورية شهريًا، بحسب رئيس شعبة النظافة في مديرية خدمات السليمانية، موفق الأخرس. ورغم الانتقادات المتزايدة حول تردي النظافة، يكابد العمال أوضاعًا معيشية صعبة في ظل تدني الأجور وقلة الإمكانيات.

جهود لتوظيف 2500 عامل

تواجه حلب تحديات في ملف النظافة، حيث تتراكم النفايات في الشوارع والساحات العامة. أفاد مسؤول المشاريع الخدمية في مجلس مدينة حلب، مصطفى قرنفل، بأن المجلس أعلن حاجته لتوظيف 2500 عامل نظافة بأجر شهري 100 دولار، لكن الاستجابة لم تتجاوز 800 عامل فقط. وأوضح أن النقص الحاد في العمالة يضطرهم للعمل بالإمكانيات المتاحة، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات. وأكد قرنفل وجود نقص "كبير" في عدد العمال والمعدات، مبينًا أن معظم الآليات قديمة وتجاوزت عمرها الفني.

ذكر عبد السلام الراعي، مسؤول قسم المتابعة في مؤسسة "البيئة النظيفة" (e clean)، أن أبرز الصعوبات تتمثل في تضرر الآليات المستخدمة، مشيرًا إلى أنهم يعملون ضمن الموارد المتاحة فقط. وأضاف أن السكان لاحظوا تحسنًا في واقع النظافة مقارنة بما كان عليه الحال خلال عهد النظام السوري السابق. "e clean" هي مؤسسة خدمية انطلقت في شمال غربي سوريا عام 2022، وامتد عملها ليشمل دمشق وحلب.

نوّه رئيس شعبة النظافة في مديرية خدمات السليمانية، موفق الأخرس، إلى أهمية تسليط الضوء على واقع النظافة، لافتًا إلى ضرورة تعاون المواطنين والدعم الحكومي. وأوضح أن الإمكانيات الحالية ضعيفة جدًا، مشددًا على ضرورة الشفافية في عرض الواقع كما هو. ولا يقتصر تدهور النظافة على الأحياء الشرقية المتضررة، بل امتدت الشكاوى إلى أحياء كانت تعد "نظيفة" نسبيًا.

مبادرات محلية.. تحرك محدود

برزت مبادرات محلية لتحسين الواقع الخدمي في أحياء حلب، مثل حملة "الوفاء لحلب" التي ركزت على تنظيف الشوارع ورفع الأنقاض وصيانة الطرقات في أحياء مثل بستان القصر والسكري وصلاح الدين. وبالتزامن مع عيد الأضحى، وجّه محافظ حلب، عزام غريب، بإطلاق حملة نظافة شاملة في حي الشعار، عقب لقائه بالأهالي والاستماع لشكاواهم.

انطلقت الحملة وشملت رفع النفايات وتنظيف الطرقات وتعقيم مواقع حيوية، في إطار تحسين الواقع البيئي وتعزيز الخدمات الأساسية.

مشاركة المقال: