الخميس, 19 يونيو 2025 01:27 AM

واقع مرير: مسرحية الأحداث مستمرة والجمهور خارج المشهد

واقع مرير: مسرحية الأحداث مستمرة والجمهور خارج المشهد

سمير حماد يتساءل: من قال إن التخلف عار من الفكر، عاجز عن الصناعة، عاطل عن الإنتاج؟ فثروة الجهل التي يملكها المتخلف، تؤهله ليصنع كل ما ينغص حياة البشر ويحولها إلى شقاء، بما يبث فيها من سموم قاتلة، وما يشعله في أحشائها من حرائق.

خلق الإغريق إلهاً ليسعفهم في إنتاج الثروة وينتشلهم من الفقر، فكان ميداس الإغريقي، الإله الذي يحول أي شيء يلمسه إلى الذهب، وأقاموا له معبداً ما زالت بقاياه تذكر به. أما ميداسنا العربي، فهو يحول كل ما يلمسه إلى رمال، أو نار تشعل البشر والحجر، بعد أن رضع حليب التخلف البدوي من الصحراء، وجاءنا غازياً بسيف قتله وتكفير فكره، وحول حياتنا إلى خريف ومآتم، يرقص فيها المحزونون بأعراس دمائهم وفجائعهم، أعراس يبكون فيها حتى القهقهة ويضحكون فيها حتى النحيب.

إن الذي صنع الحضارة، وأنتج السعادة، وغزا الفضاء، هو نفسه من صنع هذه الأعراس الدموية، والمآتم المأساوية التي نعيشها ساعة بساعة، هو نفسه من أوهمنا بأن الغزو تحرير، وأن الاستباحة نجدة، وأن الحرب تقوم من أجل الحرية والسلام، وأن القيود التي من حديد، ليست إلا أساور من ذهب.

لا أعتقد أن فينا من يفهم تفاصيل ما يحدث بشكل واضح، وأننا لا نرى أكثر من أوهام نتخيلها حقيقة، وهي بعيدة كل البعد عنها. ما يجري ويدور على المسرح، يجهله حتى الممثلون أنفسهم، وأما المشاهدون فهم خارج الصالة، حتى الآن.

(اخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: