دمشق-سانا: احتفى مسرح القباني بدمشق بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب فؤاد حميرة من خلال عرض "سوق الأسئلة" المُستلهم من روايته "رصاصة"، والذي أخرجه محمد حميرة وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين الشباب.
اعتمد العرض على فكرة رواية "رصاصة"، آخر إبداعات حميرة، في صورة أسئلة وجودية حول الذات والحرية، باستخدام تقنيات سردية تشبه تداعي الأفكار، لتجسيد صراع الهوية وسط فوضى فقدان الذاكرة الجمعية.
أعدّ النص المسرحي الكاتب غزوان البلح، الذي اختزل الرواية الفلسفية المعقدة إلى خطوط درامية مبسّطة، مع الإبقاء على الفكرة الأساسية للصراع الداخلي. تمّ دمج شخصية بطل الرواية مع سيرة فؤاد حميرة ذاتها، وإضافة شخصية ثالثة لخدمة السياق المسرحي.
المخرج والممثل محمد حميرة، الذي عاد إلى سوريا بعد انتصار الثورة، صرح لـ سانا: "اخترنا رواية 'رصاصة' لتكون العمل المسرحي الذي نقدمه في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان فؤاد حميرة، لما تحمله الرواية من فكرة تصلح لأن تكون مسرحية ذات هدف ورسالة واضحة."
أوضح حميرة أن المسرحية لم تأخذ من الرواية سوى الفكرة العامة وبعض الأحداث، مع إعادة صياغة النص بما يتناسب مع الواقع المسرحي والجمهور، مبيناً أنه بالتعاون مع الكاتب حاولا تبسيط النص ليكون مفهوماً لفئة أوسع من الجمهور، خاصة وأن الرواية فلسفية ومعقدة.
أشار إلى التحديات التي تواجه المسرح السوري، مثل نقص التمويل وضعف الدعم اللوجستي، وتأثير ذلك على أداء الممثلين وجودة العروض، متمنياً أن يتغير هذا الواقع.
غزوان البلح، كاتب النص وبطل المسرحية بشخصية فؤاد حميرة، أوضح أن تحويل رواية ثقيلة وفلسفية مثل "رصاصة" إلى نص مسرحي كان عملاً مرهقاً وصعباً، وتطلب قراءة الرواية مراراً وإعادة كتابة النص ثلاث مرات.
أشار البلح، الذي قدم عروضاً مسرحية للجمهور السوري في تركيا، إلى تبسيط محاور الرواية ودمج شخصية بطلها مع شخصية حميرة، مع إضافة خطوط جديدة تناسب العرض المسرحي، مؤكداً أنه اشتغل على دور فؤاد حميرة بعمق، مستفيداً من معرفته الشخصية بالراحل وتجربته السابقة في العمل معه.
شارك في العرض الممثلون الشباب: سيدرا جباخنجي، وحسام سالم، ونور سليمان، ونور العلبي، وجمال زعير، وندى شعبان.
يُذكر أن هذا العرض هو ثاني عمل يقدّمه حميرة بالشراكة مع البلح على مسرح القباني بعد مسرحية "حياة باسل أنيس". رواية "رصاصة" حظيت باهتمام نقدي لجرأتها في تفكيك المسلمات الوجودية، ووصفت بأنها غير مناسبة لأصحاب القلوب الضعيفة. يُعدّ هذا العرض تحيةً لحميرة الذي غادر في 14 حزيران 2024، تاركاً إرثاً من الأعمال التي جسّدت إشكاليات الإنسان السوري.
