أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن عودة نحو مليوني سوري إلى ديارهم خلال الأشهر الماضية، بعد أكثر من عقد من النزوح القسري جراء الحرب. وأوضحت المفوضية في تقريرها أن ما يقارب ربع سكان سوريا نزحوا منذ عام 2011 بسبب الصراعات المسلحة.
حتى نهاية عام 2024، تجاوز عدد اللاجئين وطالبي اللجوء السوريين خارج البلاد 6.1 مليون شخص، بينما يعاني حوالي 7.4 مليون نازح داخلي داخل سوريا من ظروف معيشية قاسية. ويعزى هذا التحول في حركة النزوح إلى سقوط النظام السابق في كانون الأول 2024، مما أثار بعض التفاؤل وأعاد الأمل للكثيرين.
سجلت المفوضية منذ بداية العام الجاري عودة أكثر من 500 ألف لاجئ سوري من دول الجوار والدول الغربية، بالإضافة إلى حوالي 1.2 مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم الأصلية أو مناطق آمنة أخرى داخل البلاد. ومع ذلك، أكدت المفوضية أن الأوضاع في سوريا لا تزال هشة وتتطلب دعماً دولياً مستمراً لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، واستعادة الخدمات الأساسية، وضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي.
أكدت المفوضية على أن العودة الطوعية الآمنة والكريمة حق أساسي لجميع اللاجئين، ويجب احترامه دون ضغوط. وأشارت إلى أنها لا تشجع العودة في الوقت الحالي إلا ضمن برامج مدروسة تضمن السلامة والكرامة. لكن العديد من العائلات العائدة واجهت صعوبات كبيرة، حيث وجدت منازلها مدمرة أو متضررة، بالإضافة إلى نقص الخدمات الأساسية والصعوبات الاقتصادية.
دعت المفوضية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في سوريا، مؤكدة أن نجاح عملية العودة وتعافي البلاد يعتمدان على التضامن الدولي، والاستثمار طويل الأمد، واستمرار الدعم الإنساني.
تعمل المفوضية مع الشركاء المحليين والدوليين لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة ودعم العودة الطوعية عبر برامج تشمل المساعدات النقدية، وإعادة تأهيل المنازل، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، بهدف تمكين اللاجئين والنازحين من استعادة حياتهم بكرامة وأمان.