الإثنين, 16 يونيو 2025 09:17 AM

أزمة وقود في الرقة: معاناة السائقين تتفاقم بسبب الازدحام والبنزين الرديء

أزمة وقود في الرقة: معاناة السائقين تتفاقم بسبب الازدحام والبنزين الرديء

يقضي أصحاب السيارات في مدينة الرقة، لا سيما سائقي سيارات الأجرة والنقل العمومي، ساعات طويلة يومياً أمام محطات الوقود في محاولة للحصول على البنزين المدعوم. وتعاني هذه الفئة من الازدحام الشديد نتيجة قلة الكميات وجودة البنزين المتدنية، والتي لا تناسب إلا أنواعاً محددة من السيارات، معظمها من الطرازات القديمة.

طرق متعددة للحصول على البنزين

تتنوع أساليب التزود بالبنزين في مدينة الرقة، حيث يحصل أصحاب السيارات على مخصصاتهم من الوقود بعدة طرق:

  • – البطاقة الخاصة: يحصل صاحب السيارة بموجبها على كمية محددة من البنزين المدعوم بسعر 425 ليرة سورية للتر الواحد، لكنها غالباً ما تكون من النوعية الرديئة.
  • – محطات الإدارة الذاتية: تقدم البنزين بسعر 5700 ليرة سورية للتر.
  • – السوق السوداء (البسطات): يتفاوت السعر حسب جودة المادة ويبدأ من 7000 ليرة وقد يصل إلى 15 ألف ليرة سورية للتر الواحد.

معاناة يومية واستبدال البنزين الرديء

عبد الفتاح العزيز، 37 عاماً، سائق أجرة يعمل داخل مدينة الرقة، أوضح في تصريح خاص لموقع “سوريا 24” أن جودة البنزين المدعوم متدنية للغاية، مما يضطره إلى استبداله فوراً من السوق السوداء ببنزين أكثر جودة: “البنزين المدعوم سيئ جداً، لذلك أقوم باستبداله مباشرة، لأن استخدامه في السيارة يؤدي إلى أعطال مستمرة.” وأضاف العزيز أن توفر البنزين المدعوم غير ثابت، وعند توفره تتشكل طوابير طويلة قد تستمر لساعات أو حتى طوال اليوم.

بيع البطاقات لتجنب المعاناة

من جهته، لجأ عدنان العيد، 25 عاماً، إلى بيع بطاقته الخاصة بالحصول على البنزين لأحد أصحاب “البسطات” لقاء الحصول على نفس الكمية من البنزين الجيد وبسعر أقل، موضحاً أن أصحاب “البسطات” يستطيعون التزود بالبنزين من المحطات دون الحاجة للانتظار الطويل.

فساد ومحسوبية في توزيع المحروقات

أما عدي الخالد، 50 عاماً، فقد عبّر عن استيائه من الفساد المستشري في محطات الوقود قائلاً: “أحياناً نضطر للمبيت في سياراتنا بانتظار دورنا، بينما يأتي بعض المتنفذين ليحصلوا على الكميات التي يريدون دون الوقوف دقيقة واحدة في الطابور.”

إدارة المحروقات توضح الأسباب

وفي تصريح خاص لموقع “سوريا 24″، أوضح مصدر مسؤول في مكتب محروقات الرقة التابع لمجلس الرقة المدني أن كل سيارة تحصل على مخصصاتها من البنزين المدعوم بسعر 425 ليرة للتر، وتختلف الكميات حسب نوع المركبة؛ إذ يتم توزيع مخصصات سيارات النقل العمومي كل خمسة أيام، فيما يتم توزيع مخصصات السيارات الخاصة كل عشرة أيام. وأشار المصدر إلى أن تدني جودة البنزين يعود لعدم امتلاك الإدارة الذاتية لمحطات تصفية نفط نظامية متطورة، ما يؤدي إلى تباين جودة المحروقات بين دفعة وأخرى: “نبذل جهودنا لإنتاج محروقات ذات جودة عالية، لكن بدائية التصفية تؤثر سلباً على جودة البنزين والمازوت.”

تجارة البنزين المدعوم تعزز الازدحام

أضاف المصدر أن الفارق الكبير بين سعر البنزين المدعوم وسعره في السوق السوداء يؤدي إلى تفاقم الازدحام، حيث أصبح العديد من أصحاب السيارات يتاجرون بمخصصاتهم الشهرية، موضحاً أن الكميات الشهرية المخصصة للسيارات العمومية تبلغ نحو 300 لتر موزعة على دفعات، وهي كافية لتشغيل السيارة طوال الشهر.

تساؤلات الأهالي: لماذا لا تتوفر المادة للجميع؟

ورغم كافة المبررات التي تقدمها إدارة المحروقات، يبقى السؤال الأبرز الذي يطرحه سكان مدينة الرقة: لماذا لا يتم توفير البنزين بكميات كافية وجودة مناسبة في جميع المحطات وبسعر معقول يضمن استفادة الجميع من الدعم الحكومي؟

مشاركة المقال: